Monday 15th december,2003 11400العدد الأثنين 21 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

قراءة في القيمة النقدية عند نيف الذكري 2/2 قراءة في القيمة النقدية عند نيف الذكري 2/2

الشعر بضروبه وفروعه منه ما هو واقعي وموضوعي في المقابل وفي الضفة الأخرى منه تجد ثكنات واجنحة الاخيلة والخيال! والفنتازيا وتشكيل الصور الفنية، كل هذا - وفي اطار نقدي - ألم به الناقد الذكري.
منهجه وآفاقه النقدية:
وكما ان للمطر دروساً وسراديب! فان للتوظيف الفني «النقدي» مداخل ومخارج فصاحبنا يفْتَنْ «يحترف» التوظيف والتوجيه والتخريج وهذا راجع في تقديري إلى سعة الاطلاع والاقتدار في المادة العلمية عنده، وإذا ما نظرنا إلى النقد الانطباعي في حيثيات نقده فإننا حتما سنجده عفويا بصحبة الموهبة الفائقة، وأرى انه تأثر وامتاح من شمولية النقد الانطباعي عند عميد الأدب والنقد العربي طه حسين وهذه ظاهرة صحية فمن «لا يتأثر لا يؤثر»...!! والذكري وهذا من خلال متابعة وتقصي يطبخُ أعماله النقدية على نارٍ هادئة!! بعيدا عن الفاعل والانفعال! وفي منأى عن فذلكات ومماحكات المتناظرين! فهو لا يعترف بسلق البيض! والحرث في الماء! والناظر لطرحه النقدي يراه مؤمنا بمقولة الغزالي «خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به..!» أيضاً هو يستوعب ان من تأنى نال ما تمنى، وإذا نظرنا للبعد الزمني في نقده نجد ان الرجل ليس فوقه سقف وليس أمامه حد وحاجز! فمشاريعه النقدية في تصوري ستكون رقما صعبا وأرضية نقدية خصبة تحت أديم السماء والمساء الشعري!
المآخذ والوقفات
في البدء ليس مثلي من يقرأ ويتعرض لطرح الذكري بشيء من النقد بيد انه الاجتهاد وحده «ولعل له عذر وأنت تلوم» فنحن نعلم ان المباشرة في كل عمل أدبي يأتي غالبا مذموما إلا ان المبالغة والمغالاة في تقديري في عدم المباشرة في الأدوية والمراهم النقدية ليست ظاهرة صحية وهذا ما يؤخذ على صاحبنا في بعض رشاته النقدية! كذلك الهمس الأدبي الحالم! المشوب بالأخيلة يظل محدودا جدا!! فالمتعارف عليه ان من يمتهن النقد تكون له اسقاطات أدبية.. والذكري ممن لا يُجيد اللعبة الإعلامية اطلاقا فهو لا يجنح ولا ينزع إلى الضوء! فهل هو من أدباء الأزقة والسراديب؟! وأدعوه من خلال هذه العجالة إلى زخ وضخ أعلى من خلال المدارات فليست المسألة مسألة تنقيح حتى تُحمد! بل قد تكون هناك ظروف أخرى فالصحافة في تقديري أسرع وصولا إلى المتلقي والقارئ.. وهو في «الوحدة العضوية» وما أعنيه الترابط بين الفصيح والشعبي لم يكن كما يجب! على اعتبار ان الذكري فيما اعرف مطلعا ومتدرعا بثقافة عربية وتحديدا بالشعر الفصيح فضلا عن الشعبي عموما الأشجار المثمرة هي التي عادة ترمى بالحجارة كي يؤخذ ثمرها!..
ولعلي لا اتجاوز الحقيقة إذا ما قلت انه ظهر الوهن «الضعف» في بر النقد وبحره! بما كسبت أيدي النقاد! نظرا لقلتهم ولعدم كفاءتهم في الغالب ومن حسن الحظ ان الذكري لا يعبأ ولا يكترث بنقيق الضفادع! فالقافلة تسير كما هو المثل.

عبدالله الربيعان

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved