تحديات أمام علماء المسلمين

تصطدم الآمال العريضة في تحقيق نقلات كبيرة للتطوير في المحيط الإسلامي بانكفاء كثير من المجتمعات على مشكلاتها التي باتت قاسماً مشتركاً بين معظم المجتمعات الاسلامية مثل المشكلات المرتبطة بالتطرف والغلو والشطحات الطائشة التي تتلبس لبوس الفكر والاجتهاد لتحرك أفعالاً شائنة وجرائم مروعة تحت اسم الدين..
لقد اتاحت أعمال مجمع الفقه الاسلامي فرصة ينبغي الافادة منها إلى أقصى مدى لتوضيح الكثير من المسائل التي تواجه العالم الإسلامي ولإعطاء آراء قاطعة تجاه البلبلة التي يحدثها البعض بما في ذلك الدعوات المنفلتة للتكفير وفتاوٍ فردية لا يعتدُّ بالمكانة العلمية لمرسليها ومع ذلك، فإن مثل تلك الفتاوى تجد من يروِّج لها ويعمل بها.
إن الانتشار الواسع لهذه السلبيات في عالمنا الإسلامي وهو عالم ترزح أنحاء واسعة منه تحت مستويات متدنية من التنمية وتكبله مظاهر الفقر والتخلف، هذا الانتشار لتلك السلبيات يزيد من المصاعب القائمة..
ولهذا فقد بات من المطالب الملحّة في العالم الإسلامي العمل المشترك العلمي والمنظم لمواجهة هذه الأخطار، وهذا اللقاء لعلماء الأمة بمكة المكرمة هو من اللقاءات الخيِّرة التي يُؤمل أن تؤدي الكثير بهذا الصدد..
وقد جاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين في هذا اللقاء لتحدد بدقة مواطن الخلل في المسيرة الاسلامية حيث دعا حفظه الله العلماء المشاركين في اللقاء إلى إيجاد مرتكزات وقواعد وتعريفات للمشكلات من اجل تصحيح الخلل في مناهج التفكير والتصدي للفتاوى الفردية وتعريف الغلو ومعالجة فتنة التكفير..
إن عودة الفاعلية والحيوية لهذه الأمة تستوجب إزالة هذه العوائق من أمام مسيرتها. فهذه التشوهات يستغلها أعداء الإسلام للنيل منه، وهؤلاء الأعداء يعملون لتأليب العالم كله ضد المسلمين، وهم بهذا الصدد يستفيدون من كل ما هو مطروح من مستحدثات العلم والتطور والاقتصاد بما في ذلك تضييق مجال التحرك أمام الدول الإسلامية للإفادة مما هو مطروح من فرص للتعاون مع الآخرين ولتحسين أوضاعها بالاستغلال الأمثل لإمكانياتها.
ومن المهم دائماً تأكيد سماحة هذا الدين ووسطيته وإنسانيته وكل هذه العناصر تتعرض للتشويه من قِبل الذين لا يريدون خيراً للإسلام أو من مسلمين جرى التغرير بهم، بحيث يكونون معاول هدم وليس عناصر للبناء والنماء وعضداً للدين.