حدثنا بعض الثقات (وليس كلهم طبعا) لأن البعض الآخر متفرغ لشؤون اليسا، أن الفنانة اللبنانية نانسي عجرم ليست جميلة كما يبدو وهي تتنسف في التلفزيون. لعل خبر الثقات هذا يهز مشاعر كثير من الشباب والشيوخ الذي ربطوا لهيب أحلامهم بهذه الشابة عالية المناخر. فمنذ بدأت الغناء تفرغ عدد وافر من الكتاب والمحللين للحديث عنها إما بطرق ملتوية وكأنهم يتكلمون عن الفن وأهله ببراءة، أو بطرق مباشرة حيث يهاجمونها لتبرئة أنفسهم وشلاتهم من متابعتها أو الاهتمام بها ويمدحون فيروز لتأكيد تنصلهم منها ولإيهام القارىء أن الفن هو حاديهم الأوحد.
حدثنا الثقات (أقصد بعضهم) أنها أولا قصيرة القامة لا يتعدى طولها طول طفلة في الثالثة عشرة. لو دخلت في التصنيف العالمي للطول لعدت من الأقزام. وقصر القامة ليس عيبا جماليا في حد ذاته لأن الجمال تحدده المقاييس والعلاقات النسبية بين تفاصيل الجسد. فكم من امرأة قصيرة اربكت مشاعر الملايين ولنا في سعاد حسني مثال من الماضي وسلمي حايك مثال من الحاضر. بالنسبة لسلمى حايك أنا غير متأكد ولكني أخذت العلم من ثقات آخرين متخصصين في الشؤون الأجنبية. إلا أن قصرها والكلام يعود إلى نانسي يعززه نحافة غير مسبوقة. لا يلتوي على جسدها ولا حتى غرامين شحم تلمع جلدها الناشف. فهي تلمع في التلفزيون على الله ثم على هالكريمات والوازلينات.
أما وجناتها البارزة فليست تعبيرا عن الصحة والبغددة والثراء كما يبدو لأنك إذا اقتربت منها (والحديث ما زال للثقات وليس لي) تكاد ترى مومياء. هاتان الصفتان تكفيان للإطاحة بها وخصوصا في نظر شياب الاستراحات الذي تربوا على قول الشاعر الجاهلي (تمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحل) يعني من ثقلها وتراكم الشحم عليها تمشي كأنها تخوض في طين. وبالمناسبة كلما تذكرت هذا البيت عندما شرحه لنا استاذ اللغة العربية السوداني أتذكر ذلك اليماني الذي أسهم في بناء بيتنا القديم وهو يخوض في خلطة الطين المعززة بالتبن.
الناس عندما تقرأ هذا البيت يطرأ على بالها جنيفر لوبيز وأنا يطرأ على بالي حرفي يماني من أيام شارع العطايف. الله لا يعيده من يماني نشب في خيالي.
بالإضافة الى التجفاف الجلدي وصغر القامة لاحظ الثقات عليها أنها طفلة بكل المقاييس لم تصب من الأنوثة ما يكفي أن تكون نجمة لسرحان جماهير المعسل والاستراحات. فهي صورة أكثر منها حقيقة. ويضربون أمثلة عديدة خذ ملابسها مثلا فهي تلبس كغرة الزخرفة فيها أكثر من الالتفاتات الفسفورية. أما حركاتها فهي أقرب إلى البراءة منها إلى التقصد.
كلام الثقات هذا يتعارض مع ما جاء في دولة عربية أصدر برلمانها قراراً بمنع نانسي عجرم من الغناء في بلادهم بحجة أنها قليلة الحياء في الوقت الذي لم يصدر هذا البرلمان أي قرار حول الروسيات اللاتي يعششن في لوبيات فنادقهم بالآلاف والأمراض التي تصدرها اولئك الروسيات إلى شباب وشياب الدول المجاورة. قرار مستر برلمان وكتابات إخواننا المثقفين تذكرني بمثل شعبي يقول (يبلع الهيب ويغص بالإبرة)..
فاكس: 4702162
|