* الرياض - فارس القحطاني:
ثمن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين ورئيس مجلس أمناء مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة الرعاية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين وتشريف سمو ولي العهد للمهرجان الأول لرعاية المعوقين وتأهيلهم وقال بأن هذا المهرجان يجسد ما توليه حكومتنا الرشيدة من اهتمام ودعم ورعاية لفئة المعوقين وللخدمات المقدمة لهم. ومن هنا كان لنا هذا الحوار مع سموه:
* بداية سمو الأمير... تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني المهرجان الأول لرعاية المعوقين وتأهيلهم الذي تنظمه وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.. كيف ترون سموكم مردود هذه الرعاية الكريمة من جهة، ومن جهة أخر أهمية هذه الملتقيات المتخصصة في تطوير الخدمات المقدمة لفئة المعوقين؟
- إن رعاية مولاي خادم الحرمين الشريفين وتشريف سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لهذا المهرجان يجسد ما توليه حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز من اهتمام ودعم ورعاية لفئة المعوقين وللخدمات المقدمة لهم، هذا الأمر الذي نعيشه من حولنا صروحاً خدمية متطورة تقدم كل أشكال الرعاية المتخصصة والمتطورة للمعوقين في العديد من مناطق المملكة، إلى جانب إقرار العديد من اللوائح والأنظمة التي تقنن حقوق المعوقين في المجتمع، وتسهم في توفير مختلف التسهيلات لهم للمشاركة في التنمية والبناء أسوة بباقي فئات المجتمع، بالإضافة إلى التطور المميز في نظرة المجتمع للمعوق وفي التأمل مع قضية الإعاقة وقاية وعلاجاً.
ومما لا شك فيه أن هذه الرعاية تعكس أهمية المهرجان والنتائج المأمولة منه في ظل مشاركة جميع المعنيين بشئون المعوقين سواء في المؤسسات الحكومية أو الأهلية أو الخيرية في مناقشات وحوارات هذا المهرجان وما يقدمونه من رصيد خبراتهم وتوصياتهم لتطوير الخدمات المقدمة للمعوقين.
أما فيما يتعلق بالشق الثاني من السؤال حول أهمية هذه الملتقيات المتخصصة، فمن المؤكد أن هذه المؤتمرات واللقاءات العلمية تعد فرصة للاطلاع على أحدث البرامج والتقنيات والنظريات التي تعنى بالفئة المستهدفة، وكذلك تبادل الرؤى والخبرات والاستفادة من التجارب الناجحة وتعميمها ويتطلع المهتمون والعاملون في مجال رعاية المعوقين للتعرف على توصيات مثل هذه الملتقيات ودراسة أوراق العمل والبحوث المقدمة فيها لتطوير أدائهم وتوسيع دائرة خدماتهم.
وأجدها فرصة للإشادة بالمسؤولين في وزارة العمل والشئون الاجتماعية على تبنيهم فكرة هذا المهرجان ولما بذلوه من جهد ملموس لحشد كل ممثلي الجهات المعنية بخدمات المعوقين للمشاركة فيه متمنياً لهم كل التوفيق.
* لدى جمعية الأطفال المعوقين تجربة رائدة امتدت على مدار عقدين من الزمن .. هل لنا أن نتعرف على جوانب من مسيرة أداء هذه المؤسسة الخيرية المتخصصة؟
- تقدم الجمعية الخدمات العلاجية والتعليمية والتأهيلية المتخصصة المجانية للأطفال المعوقين من سن الميلاد حتى الثانية عشرة وتقدم هذه الخدمات عبر مراكز الجمعية المنتشرة في مختلف مناطق المملكة وهي خمسة مراكز في الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والجوف، وكلها توفر خدمات على أرقى مستوى علمي متقدم من خلال كفاءات وخبرات محلية وإقليمية ودولية متخصصة في هذه المجالات حيث تقدم مراكز الجمعية خدمات تعليمية عبر ثلاث مراحل تم تقسيمها حسب السن ونوعية وحجم الإعاقة وهي:
1 - مرحلة الطفولة المبكرة- للأطفال من سن الميلاد حتى سن 4 سنوات.
2 - مرحلة التمهيدي - للأطفال من سن 4 إلى 8 سنوات.
3 - مرحلة الابتدائي - للأطفال من سن 8 سنوات إلى 12 سنة.
ويتم خلال هذه المراحل تطبيق مناهج التربية الخاصة التي تساعد على اكتشاف مهارات الاطفال وتنميتها ويتم التعاون في ذلك مع وزارة التربية والتعليم.
كما تقدم مراكز الجمعية خدمات طبية تشمل تشخيص الحالات وتحديد نوع الإعاقة ووضع البرنامج العلاجي والتأهيلي، ومن ثم يتم تنفيذ البرنامج عبر أقسام العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي وعلاج عيوب النطق وعلل الكلام، وتتوفر في المراكز وحدات لورش الجبائر ووسائل التقويم وأجهزة الحركة من مشايات وكراسي متحركة.
وتقدم الجمعية خدمات اجتماعية حيث يتم إعداد دراسة شاملة لأسرة الطفل والتركيز على إيجاد الحلول للمشكلات الاجتماعية التي تعاني منها أسر الأطفال المعوقين إلى جانب تنسيق الخدمات الخيرية المقدمة للأطفال وأسرهم من بعض المؤسسات الاجتماعية.
ومن إنجازات الجمعية البارزة أيضا.. مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، الذي أسسته الجمعية بمنحة كريمة من سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وقد صار الآن كياناً يقوم بدعم البحوث التي تسهم في إثراء المعرفة عن الوقاية من الأمراض والعلاج وتخفيف معاناة الإعاقة وتحسين ظروف المعوقين لتمكينهم من الاستفادة القصوى من قدراتهم الذاتية وفي ظل توسع نشاط المركز وارتباطاته العلمية زادت الحاجة لإنشاء جمعية المؤسسين للمركز وهي تتولى رسم سياسته العامة وتحديد أهدافه واختيار وتعيين مجلس الأمناء ولها كل الصلاحيات اللازمة لتحقيق الأهداف المنشأ من أجلها المركز.
وتضم جمعية المؤسسين في عضويتها كل مانح للمركز بما لا يقل عن خمسة ملايين ريال سعودي، أو ما يعادلها سواء كانت المنحة نقدا أو عيناً ،ويمكن للعضو الواحد الإسهام بأكثر من منحة، وله في ذلك التمتع بالحقوق المساوية لمقدار المنحة المقدمة ومن ذلك حقوق التصويت على قرارات الجمعية وسوف تخصص المنحة التأسيسية لبرنامج وقف المركز الذي تشرف عليه جمعية المؤسسين مباشرة.
ومن إنجازات الجمعية أيضاً:
* نظمت الجمعية مؤتمرين دوليين عن الإعاقة والتأهيل.
* تتبنى الجمعية جائزة دورية تمنح في ثلاثة مجالات هي:
الخدمة الإنسانية البحث العلمي في مجالات خدمة الإعاقة وجائزة التميز للمعوقين، كما تم إنجاز البحث الوطني عن الإعاقة لدى الأطفال بالمملكة العربية السعودية، كما تم بالإضافة إلى الاستمرار في تقديم خدمات رعاية شاملة لأكثر من خمسة آلاف طفل وطفلة والنجاح في تأهيل المئات للالتحاق بمدارس التعليم العام، وتفعيل الوعي الوطني بقضية الإعاقة، إسهام الجمعية ممثلة في رئيس مجلس إدارتها في تحديث وثيقة المنظمة الدولية للإعاقة والتأهيل للعقدين المقبلين وتبني فكرة النظام الوطني للمعوقين في المملكة وإنجاز مشروع النظام والذي توج بصدور الأمر السامي الكريم بالموافقة عليه، وتبني الجمعية مسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين، وتنظيم العشرات من الدورات التدريبية وورش العمل والندوات والمعارض وتطوير منهج متكامل لتعليم الأطفال المعوقين بتمويل من برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (الأكفند) وإصدار مجلة «الخطوة» ضمن الرسالة الإعلامية التوعوية للجمعية، والعمل على حث القطاعات الحكومية والأهلية ذات العلاقة على توفير التسهيلات المختلفة للمعوقين.
* في إطار خبرة سموك في التعامل مع الأطفال المعوقين.. ما هي أبرز احتياجاتهم الفعلية في المجتمع؟
- احتياجات الاطفال المعوقين عديدة ومتنوعة وكلها تندرج تحت الرعاية الكاملة علاجياً وتعليمياً وتأهيلياً وهي تتطلب خدمات متميزة ومتخصصة حتى يتم التقليل من الآثار السلبية للإعاقة سواء كانت جسدية أو عقلية أو الاثنين معاً.
ونظراً لظرورة هذه الاحتياجات للأطفال المعوقين، وأيضاً ضرورة استمرارها كلما تقدم في العمر، مع اختلاف نوعية الخدمات التي يجب أن تتوفر لهم، كان لابد من إيجاد نظام يحدد بدقة حقوق وواجبات المعوقين ولهذا وانطلاقاً من إيماني بحقوق المعوقين بصفة عامة، والأطفال المعوقين بصفة خاصة في حياة كريمة تبنيت عام 1413هـ فكرة إعداد دراسة تبنى على أساس التشريع الإسلامي تشمل جميع النظم والقرارات المتعلقة برعاية المعوقين في المملكة، وصولاً إلى نظام وطني متكامل وشامل يعنى بمختلف شئون الإعاقة والمعوقين ويكون مصدراً يعتد به في العمل على الإفادة من فئات المعوقين في مختلف مجالات الحياة وتسهيل سبل المعيشة لهم وقد تواكب هذا الطرح مع انعقاد المؤتمر الأول للجمعية تحت رعاية مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله- خلال الفترة من 13 - 16/5/1413هـ حيث كان النظام الشامل للمعوقين أحد أهم المحاور التي نوقشت في المؤتمر من قبل نخبة من المتخصصين في مجالات الإعاقة المختلفة، وحظيت فكرة المشروع بتوصية خاصة من المؤتمر وقام مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بتشكيل لجنة إشراف ومجموعات عمل لإعداد مقترح لمشروع نظام وطني شامل للمعوقين بالمملكة، وروعي في إعداد مشروع هذا النظام أهمية تطوير وتحديث الأنظمة واللوائح والقواعد المنظمة لمختلف أوجه الوقاية والرعاية والتأهيل والتشغيل لمختلف فئات المعوقين والعمل على استكمال أوجه النقص. وتطرق النظام لمختلف مجالات الرعاية والتأهيل للمعقوين والتي شملت النواحي الصحية والتعليمية والتدريبية والتوظيف والخدمات الأساسية والثقافية والتوعية الإعلامية، وتناول المشروع تنظيم المزايا والمساعدات الممنوحة لهذه النتيجة، كما رتب جزاءات محددة على مخالفة أحكام النظام ولوائحه، هذا وقد حظي المشروع بدعم شخصي من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام إلى أن تم صدوره مؤخراً بموافقة سامية كريمة وهو يعد من الإنجازات الضخمة التي تعكس مدى عناية الدولة بهذه الفئة الغالية من المواطنين.
* كيف يرى سموكم دور الأسرة والمدرسة في تأهيل الأطفال المعوقين وإعادة دمجهم في المجتمع؟
- هذا الدور له آثاره الإيجابية غير المحدودة في علاج وتعليم وتأهيل هذه الفئة الغالية من الأبناء فيجب أن يجد الطفل المعوق كل ما يستحقه من رعاية وحب وتشجيع داخل الأسرة والمدرسة سواء من الأبوين أو الإخوان في المنزل أو المعلمين والمعلمات والزملاء في المدرسة، وذلك بالتركيز على قدرة الطفل بدلا من التركيز على الإعاقة وبذلك يشجعانه على تنمية ما لديه من إمكانات وقدرات كما يجب الا يركز الوالدان على الطفل المعوق ويهملان إخوته الأسوياء مما قد يؤثر على نفسيتهم فالجميع في حاجة إلى المساواة في الرعاية والاهتمام كما يجب إشراك أخوات الطفل المعوق في العناية به وتعريفهم بطبيعة إعاقته واحتياجاته وكذا من المفيد إشراك الطفل المعوق في الواجبات المنزلية مع أشقائه إن أمكن ذلك فالثقة والشعور بالمسؤولية يزيد من روح التفاؤل التي يحتاجها المعوق.
وبالنسبة للمدرسة فعليها دور مهم لا يقل عن دور الأسرة في رعاية الطفل المعوق، وهذا يتطلب تدريب وتأهيل المعلمين والمعلمات لكيفية التعامل مع الأطفال المعوقين بمدارس التعليم العام وارشاد التلاميذ ايضا في كيفية التعامل معهم.
* من خلال اطلاع سموك على خدمات مراكز ومؤسسات الرعاية الطبية والنفسية والاجتماعية للأطفال بالخارج.. هل مؤسساتنا التعليمية والخيرية في حاجة إلى التطوير والتحديث؟ وما هي وسائل ذلك في اعتقادك؟
- إنني لا أنكر أن هناك نقلة نوعية في مؤسسات الرعاية بالخارج من حيث الحجم والكيفية ولكن مؤسسات العمل الخيري في عالمنا العربي وتحديداً الدول الخليجية توفر خدمات متميزة.. ومتقدمة، بل إن مجتمعاتنا العربية والإسلامية وبالتزاماتها الإسلامية والأخلاقية تسعى جاهدة إلى تقديم أفضل الخدمات لأصحاب الاحتياجات الخاصة سواء معوقين أو كبار سن ولا شك أن عمليات التطوير في هذه الخدمات تتواصل بشكل ملموس ولا يمكن أن تغفل هنا دور البحوث العلمية في تطوير أداء تلك المؤسسات وهو ما تصدى له مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة كجهة وكقاعدة معلوماتية موثقة لبرامج التصدي لمشكلات الاعاقة وقاية وعلاجا، فقد قام المركز بإنجاز العديد من المشاريع والأبحاث العلمية من خلال الشراكات والتحالفات مع جهات أخرى ذات علاقة.
ومن أبرز هذه المشاريع برنامج الكشف المبكر ومنع الإعاقة لدى حديث الولادة، ويهدف البرنامج ملاحظة أمراض التمثيل الغذائي والاضطرابات الهرمونية لدى أطفال المملكة ومن المتوقع أن يشمل نظام الفحص المبكر بحلول عام 2005م جميع المواليد والمقدر عددهم بحوالي 000 ،400 مولود وهذا البرنامج سيخفض تكاليف باهظة تتحملها الدولة في علاج الآلاف من المرضى بسبب عدم الكشف المبكر للأمراض، ومن البرامج البحثية المهمة أيضاً التشخيص المبكر للجينات الوراثية، والجلطة الدماغية والأعراض المرتبطة بها، وبرنامج تطور النطق واللغة لدى الأطفال السعوديين وغير ذلك من برامج سوف تسهم بفاعلية في الحد من الإصابة بالإعاقة وتقليل آثارها السلبية، ورغم كل ذلك فإن التطلعات المستقبلية لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة خلال العقد القادم ستكون بمثابة نقلة نوعية ضخمة في أبحاث الإعاقة ففي ظل ما تؤكد عليه المؤشرات العلمية بأن العقد القادم سيكون الأكثر نشاطاً وانتاجية في تاريخ أبحاث الإعاقة، وسيأخذ مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة على عاتقه مواكبة زخم نشاطات العمل البحثي في مجال الإعاقة لتعزيز ما أنجزه من تقدم حتى الآن وتحقيق العديد من الأهداف التي تبلور الأهداف التطلعات المستقبلية للمركز وتشتمل على العمل على مضاعفة الموازنات الخاصة للأبحاث بما يصل إلى خمسة أضعاف المخصصات الحالية دعماً للمشاريع البحثية التطبيقية بحيث تشمل كل مناطق المملكة العربية السعودية ومن ثم دول الشرق الأوسط واستثمار نتائج تلك الأبحاث وتفعيلها على أرض الواقع لتحسين وسائل مواجهة الإعاقة وظروف المعوقين، والإسهام في صياغة الوعي العام إعلاميا وتعليميا، وتوفير القاعدة المعلوماتية واستثمار وسائل الاتصال المتاحة وتقديم المساندة العلمية الممكنة لبرامج المجلس الأعلى لرعاية شؤون المعوقين ومضاعفة الاهتمام بمجال البحوث والعمل على القيام بأعباء قيادة التدريب بالنسبة للبحوث الخاصة بإعاقات دول الشرق الأوسط والعمل على تطوير آلية كعمل وبرامج فرق البحث الميداني والعمل على إنشاء فروع لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة في كل من المنطقة الغربية والمنطقة الشرقية وكذلك العمل على جعل المركز ضمن منظومة الجمعية الدولية للعلماء المتعاونين والمتخصصين في أبحاث الإعاقة من خلال المشاركة في نشاطات ودراسات البحث العالمية التي تتم عبر المواقع المتعددة.
* تبنيتم سموكم من خلال جمعية الأطفال المعوقين استراتيجية تتضمن الاسهام في تنمية الوعي العام بقضية الإعاقة بوصفها قضية المجتمع بأسره وليست معاناة لبعض الأفراد فحسب ما تقويم سموكم لما تحقق في هذا الصدد؟
- تنمية الوعي العام أحد أهم محاور استراتيجية جمعية الأطفال المعوقين في التصدي لقضية الإعاقة وقاية وعلاجاً، ولذلك تتبنى الجمعية استراتيجية إعلامية شاملة ذات خطط مدروسة في كيفية استغلال وتوظيف كل الوسائل والأساليب الإعلامية للقيام بدور فاعل في تثقيف وتوعية المجتمع عن مسببات وطرق الوقاية من الإعاقة واعتقد أن الجمعية اسهمت بفاعلية في احداث نقلة نوعية في أوضاع المعوقين في المملكة بالإضافة إلى تطور الوعي في فهم قضية الإعاقة وطرق الوقاية منها.
* كيف يرى سموكم حجم إسهام العمل الخيري والتطوعي فيما تحقق للمعوقين في المملكة وهل وصل مستوى الأداء إلى تلبية احتياجات أصحاب الحاجات الخاصة؟
- على المستوى الشخصي طموحاتي في هذا المجال بلا حدود وأسعى دائماً بعون من الله تعالى وتوفيقه إلى تحقيق المزيد من الاحتياجات للمعوقين. من ناحية أخرى لا نستطيع أن نقول انه تم تلبية الاحتياجات كلها ولكن تم تحقيق إنجازات ضخمة ونجاحات كبيرة للمملكة العربية السعودية فالعمل الخيري في هذا البلد الكريم المعطاء وفير والحمد لله إلى حد أنه يشمل جميع أرجاء المملكة ويمتد إلى مختلف أنحاء دول العالم أيضاً، وحقيقة أن جمعية الاطفال المعوقين كمؤسسة خيرية أهلية تعكس بكل الفخر والاعتزاز قيم العمل الخيري في المملكة وهي نتاج لثقة وتفاعل المجتمع بكل قطاعاته والدعم غير المحدود من الدولة، حيث تتجلى رعاية الدولة لكل الأعمال الخيرية عامة وللجمعية خاصة، وذلك في إطار حرص مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني وزير الدفاع والطيران والمفتش العام- حفظهم الله- على رعايتهم ومساندتهم الكريمة للأعمال الخيرية في المملكة، ولكل أنشطة وبرامج ومشاريع الجمعية على وجه الخصوص واعتقد ان المنظمات غير الحكومية في عالمنا العربي تحظى بتشجيع ودعم من قبل الأجهزة الحكومية، وهو ما كان وراء انتشار هذه المنظمات وتعدد فروعها وخدماتها، وسيحمل المستقبل بمشيئة الله المزيد من النجاحات والأدوار لهذه المنظمات، وكذا الكثير من التسهيلات من الدولة لتفعيل هذه الأدوار.
* سمو الأمير... من المعروف أن جمعية الأطفال المعوقين مؤسسة خيرية تعتمد في إيراداتها على التبرعات.. هل يمكن اعتبار التبرعات مصدراً دائماً وثابتاً للإنفاق على خدمات خيرية واستمرارية تلك الخدمات بنفس المستوى؟
- تمثل التبرعات أحد أهم مصادر التمويل لنفقات تشغيل مراكز الجمعية وخدماتها المجانية ومع اتساع دائرة نشاطات الجمعية وتعدد مراكزها تضاعفت ميزانيتها ومن ثم تزايدت الحاجة لمصادر دخل ثابتة ودائمة تسهم في دعم موازنة الجمعية خاصة في ظل التراجع الذي شهدته حصيلة التبرعات في السنوات الأخيرة، وهو ما دفع الجمعية لبدء تنفيذ استراتيجية مالية جديدة تتضمن إلى جانب تنشيط التبرعات كعدة محاور أهمها:
- دراسة وتنفيذ سبل وقنوات الاستثمار المناسبة لتنمية أموال وموجودات الجمعية.
- توقيع اتفاقيات تعاون مشتركة طويلة المدى مع عدد من المؤسسات والشركات والبنوك الوطنية لتبني برامج وأنشطة تحشد الدعم للجمعية.
- إيجاد مشروعات أوقاف خيرية في المدن والمناطق التي أقيمت بها مراكز الجمعية تحت إشراف لجنة الأوقاف بالجمعية تضم نخبة من أصحاب الفضيلة العلماء يدعمهم فريق عمل إداري من الجمعية وتخصص إيرادات الأوقاف لدعم موازنة المراكز.
- ترشيد الإنفاق وتطوير آلية العمل وربط مراكز الجمعية إدارياً بالإدارة العامة بما يسهم في خفض تكاليف التشغيل ويحافظ على مستوى الأداء.
- ابتكار وسائل جديدة لاستقطاب دعم فئات المجتمع المختلفة وتعاطفهم مع قضية الجمعية.
* سمو الأمير تحدثتم عن سياسة استثمارية للجمعية.. ما هو الإطار العام لهذه السياسة؟ .. وما هي ضمانات نجاحها؟.
- تهدف السياسة الاستثمارية للجمعية إلى دراسة وبحث وتقويم سبل وقنوات الاستثمار المناسبة لتنمية أموال وموجودات الجمعية وتقديم المشورة والتوصية اللازمة حول ذلك ويتولى تنفيذ هذه السياسة لجنة استشارية مالية تضم نخبة من المتخصصين من أعضاء مجلس إدارة الجمعية ومن خارجه لديهم رصيد ملموس من العلم والخبرة العلمية في مجال الاستثمار وإدارة الأموال ويتم التصويت على قرارات اللجنة وتبني التوصيات بالأغلبية.
وقد وضع مجلس إدارة الجمعية ضوابط ومعايير لسياسة الاستثمار ككل تأخذ في الحسبان مصادر أموال الجمعية وطبيعة وظائفها وضرورة المحافظة على مركزها المالي، وذلك يستلزم اتباع سياسة استثمارية محافظة يتم خلالها تقويم القنوات والمحافظ الاستثمارية البديلة بما يحقق المحافظة على أصل المبالغ المستثمرة مع تدفق نقدي يمثل عائداً معقولاً في ظل الظروف الاقتصادية المحيطة، وتحظى السوق المالية الحالية بالأولوية المطلقة لاستثمار أموال الجمعية فيه وبالطرق المباحة شرعاً.
كما تحرص الجمعية على أن يكون الاستثمار في أسهم الشركات الوطنية ذات المركز المالي الجيد من خلال محافظ استثمارية متخصصة، مع الحد ما أمكن من الاستثمار المباشر، كما تتجه الجمعية إلى تحقيق أكبر عائد على المدى الطويل على استثماراتها العقارية عن طريق الاستثمار المباشر أو بالدخول شريكاً مع ذوي الخبرة والأمانة في الاستثمارات العقارية.
* سمو الأمير ... ما هي المشروعات الاستثمارية التي بدأت الجمعية تنفيذها؟
- شرعت الجمعية في تنفيذ مشروع وقف خيري عبارة عن مبنى تجاري بحي السفارات بمدينة الرياض، واحة الأعمال وهو يقع ضمن الشريط التجاري للحي في منطقة متوسطة بين مدخلي الحي وتبلغ تكلفته حوالي 71 مليون ريال، ويقام المشروع على مساحة 500 ،17 م2 ويتكون من ثلاثة مباني مكتبية، كل مبنى مكون من ثلاثة أدوار، وقد روعي في التصميم وفقا للمعايير العالمية في العمارة المستدامة ليكون واحداً من أميز المشاريع المحلية والعالمية، ويتميز مشروع واحة الأعمال بموقعه المتميز وارتباطه بكل المرافق المطلوبة لرجال الأعمال حيث سهولة اتصالهم بشركائهم الخارجيين عن طريق الممثليات التجارية لمعظم الدول كما طرحت الجمعية أراضي تابعة لها بمحافظة جدة للتأجير والاستثمار لمدة 25 عاماً تعود بعدها ملكية المشروعات التي تقام على الأرض لصالح الجمعية، كما أتاحت الجمعية مباني تابعة لمراكزها للتطوير والاستثمار من قبل مؤسسات وطنية في إطار عقود طويلة المدى تضمن توفير دخل ثابت لهذه المراكز.وفي مدينة الجوف قطعت الجمعية شوطاً كبيراً لتنفيذ مشروع وقف استثماري على مساحة 500 ،9م2 ويتضمن سوقاً مركزياً ومبنى مكتبياً ومبنى للمطاعم والوجبات السريعة ومباني للمحلات..
|