يوم أمس الأحد 14 كانون الأول «ديسمبر» من عام 2003م، لم يكن يوم طي صفحة صدام حسين، حينما قبض عليه متنكراً ملتحياً وقد شاب البياض لحيته في قبو تحت الأرض في منطقة تكريت.
ولم يسقط صدام حسين يوم احتلت القوات الأمريكية بغداد، واسقط تمثاله الكبير مساء اليوم نفسه في ساحة الفردوس الشهيرة أمام أعين الصحفيين الذين كانوا محتشدين في فندق فلسطين الشيراتون وبابل ميرديان.
صدام حسين سقط، ولفظ عربياً ودولياً وأصبح في حكم المنتهي يوم أقدم على مغامرته المجنونة التي تمثلت في اجتياح قواته دولة الكويت المسالمة واحتلالها وتشريد أهلها وتخريبها واعتقال وأسر شبابها ثم تغييبهم في سجون وبعدها في مقابر جماعة.
صدام حسين انتهى في ذلك اليوم، في الثاني من شهر آب أغسطس من عام 1990م، يومها مسح صدام حسين من الوجدان العربي ونشطت كل القوى الدولية والإقليمية والعربية لاسقاطه والقضاء على شروره.
في يومها بدأ العد التنازلي لإنهاء صدام حسين ونظامه بدءاً بالحصار الاقتصادي والسياسي الذي جرد نظام صدام من أنياب قوة الشرور والإيذاء التي بناها لتعذيب شعبه وشعوب الدول المجاورة، فالقوة العسكرية الغاشمة التي حشدها صدام حسين لم تؤذ إلا العراقيين الذين اكتشفت قبورهم الجماعية، ولم يتضرر منها سوى الإيرانيين والكويتيين والسعوديين وبعض دول الخليج العربي التي تساقطت عليها صواريخ صدام حسين.
صدام حسين طويت صفحته، وسقطت في مزابل التاريخ مثله مثل كل الطغاة الذين مروا على تاريخ العراق من الحجاج إلى هولاكو حتى صدام حسين.
|