* واشنطن رويترز:
قال محللون ومساعدون لأعضاء بالكونجرس مساء الخميس ان اسرائيل ساعدت امريكا في حرب العراق عبر مساهمتها في مجالات الاستخبارات ووضع التكتيكات والتكنولوجيا سراً لتجنب ردود فعل عربية غاضبة.
واطلع قائد اللواء الجولاني بجيش الدفاع الاسرائيلي مشاة البحرية الامريكية في منتصف يونيو حزيران على الدروس التي اكتسبها جيش اسرائيل من خبرته خلال الصراع مع الفلسطينيين.وقالت مصادر مقربة من الحكومة الاسرائيلية ان الاسرائيليين امدوا الجيش الامريكي بمعدات المسح الجوي وطائرات بدون طيار وجرافات مدرعة طراز دي/9.
وقالت المصادر ان الاسرائيليين يبحثون ايضا تقديم برنامج كمبيوتر جديد للتدريب مصمم للقادة الاسرائيليين المتمركزين داخل مناطق فلسطينية.واثارت الاساليب العسكرية الاسرائيلية التي صقلتها انتفاضة فلسطينية مستمرة منذ ثلاث سنوات في الضفة الغربية وقطاع غزة موجة من الاحتجاجات من جانب جماعات دولية لحقوق الانسان. ولا يتحدث البيت الابيض ولا السفارة الاسرائيلية في واشنطن علانية عن الصلة بين العمليات الامريكية في العراق والاساليب الاسرائيلية في المناطق الفلسطينية.فتلك الصلة يمكن ان تثير رد فعل غاضب ضد واشنطن في العالم العربي حيث تنتشر بالفعل الشكوك في نوايا واشنطن. وفي اطار سياسة الابقاء على ظهور محدود لها استبعدت اسرائيل من قائمة البيت الابيض المعلنة لشركاء التحالف كما استبعدت هذا الاسبوع مع الدول التي عارضت الحرب وهي فرنسا وروسيا والمانيا من حق المنافسة على عقود اعمارالعراق.
وقال ديفيد ماكوفسكي من معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى وهو مؤيد قوي لاسرائيل «من الصعب تصديق ان دولة مثل مولدوفا قد فعلت اكثر مما فعلته اسرائيل لدعم الحرب الامريكية، ورغم ذلك فان مولدوفا يحق لها المنافسة ولا يحق ذلك لاسرائيل، ذلك امر غير منطقي على الاطلاق».
وبرر البيت الابيض قراره حرمان دول معينة من المنافسة على عقود في العراق باعتبارها مسألة تتعلق بالامن القومي لكنه قال انه يحق لها المنافسة على عقود من الباطن.
وتستفيد اسرائيل بأشكال اخرى فهي تحصل على ثلاثة مليارات دولار سنويا من واشنطن كما حصلت خلال مرحلة الاعداد لحرب العراق على ضمانات قروض حجمها تسعة مليارات دولار، وفي المقابل يحصل الفلسطينيون على ما بين 100 و200 مليون دولار.ويقول مسؤولون اسرائيليون ومؤيدوهم في الولايات المتحدة ان تقليل الادارة الامريكية من مساهمة الدولة اليهودية لم يكن مفاجأة.ويقول احد مؤيدي اسرائيل «انه ليس صحيحا من الناحية السياسية».وقال مساعد بارز في الكونجرس ان الاقرار بدور اسرائيل سيكون اشبه «بصب البنزين على النار». وقال اخر مشارك في السياسات الخاصة بالشرق الاوسط مفسرا اسباب التزام السرية ان «الاعتراف بمشاركة اسرائيل في كيفية محاربة المقاومة في العراق لن يفيد في كسب عقول وقلوب العالم العربي».
ورفض المسؤولون الامريكيون والاسرائيليون اعطاء اي تفاصيل محددة حول التعاون الاسرائيلي الامريكي في العراق.
وقال مسؤول اسرائيلي «من البديهي ان الدولتين تجمعهما علاقة وثيقة جداً.. كانت قائمة قبل العراق وستظل قائمة عندما تصبح مسالة العراق خلفنا».وطبقا لما ذكره محللون ومساعدون بالكونجرس فان الاتصالات العسكرية الامريكية الاسرائيلية اتسع نطاقها من تبادل معلومات استخباراتية الى مشاورات مباشرة حول التكتيكات الدفاعية وحرب المدن.واشاروا الى ان جيش الدفاع الاسرائيلي قدم للامريكيين قبل الحرب معلومات تفصيلية عن الاساليب التي يتبعها وان ضباطا امريكيين واسرائيليين يعقدون اجتماعات دورية منذ ذلك الحين.
وقال البريجادير جنرال مايكل فان وهو مسؤول كبير في قيادة التكتيك والتدريب بالجيش الامريكي في رسالة الى مجلة الجيش في يوليو تموز ان ضباطا امريكيين توجهوا الى اسرائيل لمناقشة حرب المدن والمخابرات.
|