* كابول د ب أ:
استهل المجلس القبلي الكبير(لويا جيرغا) اجتماعاته أمس الاحد لمناقشة وإقرار دستور جديد لأفغانستان ما بعد الحرب.
وبدأت الاجتماعات،التي تعقد وسط إجراءات أمنية مشددة إثر تهديدات من حركة طالبان، بكلمة من الملك الافغاني السابق محمد ظاهر شاه الذي عاد إلى البلاد مؤخرا بعد قرابة 30 عاما قضاها في منفاه بإيطاليا، وتستهدف المناقشات تحديد الشكل المستقبلي للحكم في البلاد بعد خروجها من حرب ضد الاتحاد السوفيتي السابق وحرب أهلية استمرتا 23 عاما.
من المنتظر أن يناقش قرابة 500 مندوب مشروع الدستور الذي اقترحه الرئيس حامد قرضاي وقوبل بموجة من الانتقادات والذي أعلن الشهر الماضي وينظر إليه على أنه سيلعب دورا حاسما في مستقبل أفغانستان.
ومن الموضوعات التي ستثير أعنف المناقشات في اجتماعات المجلس الذي يضم قرابة 100 امرأة حقوق الإنسان وصلاحيات الرئيس ومكانة المرأة الافغانية ودور الدين في السياسة، ويسعى الرئيس قرضاي الذي نصبته الولايات المتحدة رئيسا بعد سقوط نظام طالبان ثم أعيد تنصيبه رئيس دولة في كانون الثاني/يناير عام 2002 إلى تقوية منصب الرئيس.
وقال إنه لن يخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في حزيران/يونيو من العام المقبل إذا تم تقليص صلاحيات الرئيس.
وقال حفيظ منصور وهو مندوب انتخابي عن كابول لوكالة الانباءالالمانية «لن نكره قرضاي على خوض انتخابات العام المقبل» مضيفا أن هذااختيار خاص بقرضاي، ويريد كثير من المندوبين كشأن كثير من أبناء الشعب الافغاني بينهم الإسلاميون والديمقراطيون من مختلف الجماعات العرقية إجراء تعديلات على مشروع الدستور المقترح من قبل قرضاي.
ويريد كثيرون نظاما برلمانيا قويا يحد من صلاحيات الرئيس، وصرح محيي الدين مهدي وهو مندوب انتخابي آخر للوكالة «نحن بحاجةإلى نظام جيد بدلا من شخص جيد».
وأضاف مهدي «لابد من برلمان قوي منتخب إذا كنا نريد حقا نظاما ديمقراطيا لمستقبل أفغانستان».
ينص مشروع الدستور على إجراء انتخابات نيابية خلال عام من الانتخابات الرئاسية إن لم يكن في التوقيت نفسه حسبما كانت الخطة أصلا، وقال مندوب آخر طلب عدم ذكر اسمه «أملي منذ سنوات أن يوجد نظام برلماني يمكن للشعب الافغاني من خلاله تقرير مصيره».
من المنتظر أن تستغرق اجتماعات اللويا جيرغا عدة أسابيع. ومن المتعارف عليه أن اجتماعات لويا جيرغا ليست محددة بمدد معينة وإنما هي رهن بالتوصل إلى قرارات.
ويرجع تاريخ لويا جيرغا إلى ألف عام ومن ثم فهو يمثل عنصراً مهما في حياة أفغانستان وتاريخها.
|