تركت «فرجينيا» بكل ما تحوي من مظاهر الماديات، وتركت والدها المليونير لتعيش في القاهرة.
أصبح أسمها بعد أن أسلمت «عائشة عبدالله»، تبلغ من العمر 27 سنة، أصدر وزير الأوقاف المصري قرارا بتعيينها مدرسة لطالبات معهد الفتيات الأزهري الثانوي، وتقضي كل مساء في دراسة القرآن مع زوجها الذي أعلن اسلامه أيضا وأصبح اسمه فارض عبدالله.تقول الأمريكية المسلمة عائشة عبدالله في قصة سجلتها صحيفة الاخبار القاهرية:
«أسرتي غنية جداً.. أبي مليونير أمريكي.. كانت أمامي كل فرص التمتع بالشباب، وبكل ما يحويه من اغراءات.. ولكني ضقت بهذا المجتمع المادي العنيف.. درست الأدب الانجليزي والفرنسي والامريكي.. والفلسفة وتاريخ الفن والنقد.. وزرت معظم عواصم العالم.. وأجيد ست لغات أجنبية.. ولكن رغم هذا كله فاني كنت أعيش في المجتمع الأمريكي حياة القلق الشديد..
وقررت ان افعل شيئاً .. كان معي قدر هائل من المال والثقافة والطموح لمعرفة سر الحياة والهدف منها.. والنهاية التي ستنتهي إليها.. تركت أمي واخوتي في ولاية «كونتاكي» وانطلقت أبحث عن أجابات لاسئلتي.. الحائرة التي تعذب روحي .. ذهبت إلى نيويورك وهناك التحقت بجامعة «سر الورنس» التي لا يلتحق بها الا ابناء الاغنياء فقط.. بدأت دراسة الأديان.. التي لا يقبل عليها أكثر من 1% من الأمريكيين، درست اليهودية، والمسيحية والبوذية والهندوكية وكثيرا من الأديان والمذاهب الأخرى.. كان يدرس لي يهودي اسمه «مورس فريدمان» وبالطبع لم يذكر حرفا واحدا عن شيء اسمه: الإسلام.. ورغم كل هذه الدراسة لم أشعر بالراحة النفسية المفتقدة.
وفي سنة 1965م تزوجت زميلي في الجامعة.. «تيودور جوفيتز» أو فارض عبدالله من فنزويلا فيما بعد.. أعجبتني فيه نفس الحيرة.. نفس التساؤلات.. درسنا «اليوجا».. قمنا بدراسات وتدريبات روحية لا حصر لها.. أمضينا شهوراً في التأملات.. لكن هذا كله لم يقدم لنا «الدستور المفتقد».. ويوما كان «تيودور» غارقا في تأملاته.. كان يؤدي حركات لم يتعمدها.. لحظتها أحس براحة تسري في قلبه وكيانه.. قال له بعدها أحد أصدقائه انها نفس صلاة المسلمين.. وكانت هذه هي بداية خروجنا من عذاب الضياع الروحي المرير.. وبدأنا دراسة الاسلام ثم أسلمنا .. ثم أردنا أن نرى أخوتنا المسلمين في كل الدنيا.. وطوال عام كنا قد قدنا سيارتنا في جولة.. في فرنسا.. اسبانيا.. تونس.. ليبيا.. ثم الجمهورية العربية المتحدة .. أردنا أن نرى كيف يمارس اخواننا في الدين حياتهم.. وكنت مترددة في أعلان اسلامي. كنت أتساءل أولاً عندما أترك كل أصدقائي.. كل اسرتي.. كل تقاليدي.. وعاداتي.. حتى ملابسي.. كنت اتساءل.. ترى هل يمنحني الدين الجديد راحة البال.. ويقدم لي الجواب على كل ما يثور في داخلي.. هكذا أمضيت سنوات طويلة في دراسة الدين الجديد قبل اتخاذ القرار الخطير.. وأسلمت.
|