قالوا تحدَّثْ قلت: أيُّ بيانِ
يسمو إلى درج من القرآنِ
قالوا الجميع يقول: إن نظافة
تبدو عليك بظاهر الأبدان
قلت: الكتاب يقول: إن تطهرا
في القلب يسمي رتبة الإنسان
ما قيمة الثوب الجميل ولم يكن
يحوي طهور القلب والوجدان
ما قيمة الثوب النظيف إذا حوى
روحاً بها نار من الأضغان
نظف ضميرك يا أخي، تُرفعْ به
فوق العلا، أياً من الأركان
قالوا: النظافة صحة، وتجمل
تبدو بقصر شامخ البنيان
وكذا النظافة في رحاب مساجد
ومكاتب ومعاهد وجنان
فالبيت والوطن الكبير، وكلنا
نولي النظافة همة الشجعان
حيث النظافة مظهر وتحضر
في عالم الإنسان لا الحيوان
حقا كما قالوا، ولكن أصلها
جزء من الإسلام والايمان
فالله أوحى بالطهور لعبده
ليكون رمزاً ظاهراً لعيان
أنا لا أحب نظافة شكلية
فالمخبر المخبوء خير مكان
أنا لست أبغيها لوقت عابر
لكن لتبقى دائم الأزمان
ابدأ بنفسك، كن بها متمثلاً
أمرَ الإله نظافةً لجنانِ
نظّفه من شر الوساوس، إنها
كلُّ القذى، ومسالك الشيطان
نظف صحيفتك التي ستكون في
يوم الحساب رهينة الميزان
نظف كتابك من معاص، إنها
دنس يشوهه هوى العصيان
نظف طريقك فالصراط طريقنا
طُهراً نظيفاً خاليَ الأدران
إن كان ثَمَّ على الطريق تعثر
زلّت بك الأقدام في النيران
نظف لسانك أن يقول مزوِّرا
يغتاب، ينهش غائب الإخوان
نظف مسامعك التي كم سدها
طرب دنيءٌ أو خسيس أغاني
طهر يذكر الله مسمعك الذي
سيقوم يوم الحشر دون توان
ويقول: أعياني بما لا أشتهى
وحرمت من ذكر ومن قرآن
نظفه من وقر يصب به إذا
أهملته ومضيت كالصَّلْمان
نظف طعامك من حرام مفسد
ما منه يُبنى سيئُ الأبدان
نظف ملابسك النظافة حقها
من كسبك الربوي، من خسران
نظف حياتك من حقوق الناس لا
تلوي وتأكلُ دون ما إحسانِ
نظف صلاتك كن بها متوجها
لله، في فكر وفي وجدان
لا تذكرن أمور عيشك، إنها
فيض يجيئك من لدى الرحمن
لا تركَعنَّ وتسجدَنَّ كآلة
صماءَ، لا تدري سوى الدوران
الق المشاغل كلها، وكن الذي
من خشية الرحمن في ذوبان
هذي نظافة ديننا وهي التي
تسمو بنا لمراتب الإيمان
لكنها أيضاً تحتم أن نرى
حُسنا جلياً فوق ذي الأبدان
فالمسلم الحق الذي هو طاهر
في الثوب في الأبدان، في الوجدان
هو طاهر من كل تدنيس به
تُؤذَى النفوس، وتُفجع العينانِ
واذكر كتاب الله كيف بآيه
طَلَبَ الطهور، بمحكم الفرقان
واذكر حبيب الله «أحمد» إنه
رمز الطهارة فوق كل بيان