* فلسطين المحتلة - القاهرة بلال أبو دقة:
قالت وسائل الإعلام الاسرائيلية نقلا عن مصادر مقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلي إنه من المحتمل أن يساهم لقاء الرئيس المصري حسني مبارك مع وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم في تحسين العلاقات مع مصر؛ في حين أعربت مصادر إسرائيلية أخرى عن غضبها حيال التحريض الذي تطلقه وسائل الإعلام المصرية تجاه إسرائيل، وموقف مصر المعادي أحيانا لها..وقالت مصادر مقربة من الوزير الاسرائيلي شالوم : قبل انعقاد اللقاء إن انعقاد اللقاء مع الرئيس المصري يعكس تحسناً في العلاقات..
وأضافت المصادر أن اللقاء هو ثمرة محادثات جرت بين الوزير شالوم ونظيره المصري أحمد ماهر، في إيطاليا قبل أسبوع..وفي هذا الصدد قال وزير الخارجية المصري أحمد ماهر في تصريح خاص مع أحد المواقع الإعلامية الفلسطينية : إن لقاء الرئيس حسني مبارك مع وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم في جنيف الخميس الماضي لا يعكس تغييرًا في السياسة المصرية تجاه اسرائيل..
وأكد ماهر : على أن الموقف المصري هو ما أكّده الرئيس مبارك بأنّ جهوداً تبذل لوقف العنف والعنف المضاد، والتقدم نحو تنفيذ خارطة الطريق، ويجب أن يقابل هذا بتحرك إسرائيلي.. وحتى الآن يقول ماهر : لم نرَ تحركًا إسرائيليا جادًا وفعالاً يتناسب مع الرغبة المصرية والعربية.. كان من المطلوب أن يساهم الإسرائيليون في إنجاح الجهود التي ذكرتها من خلال تغيير تصرفاتهم.. هناك التزامات على الطرفين العمل بها من أجل وقف العنف ؛ وهذا ما نفعله في اتصالاتنا مع الإسرائيليين والفلسطينيين؛ وعلى اسرائيل المساعدة في تحقيق الجهود لأهدافنا..
وردا على تفاؤل وزير الخارجية الإسرائيلي بعودة السفير المصري إلى تل أبيب قال وزير الخارجية المصري: هناك حوار وهناك سفارة تعمل ؛ أما عودة السفير فمرهونة بولادة أجواء مناسبة ودعم للجهود تظهر فيها اسرائيل نوايا حسنة.. وإذا كان تفاؤل وزير الخارجية الإسرائيلي نابعا من أن اسرائيل ستتفاهم معنا فسيكون تفاهمه له مضمونا، أما إذا لم تكن ترجمة عملية فستبقى هذه مجرد أحلام وكلام من دون مضمون. نرجو أن يكون هناك مبرر لتفاؤله..
وعن مدى ثقة القاهرة بالحكومة الإسرائيلية في تحريك عملية السلام قال ماهر: القضية ليست تفاؤلا أو تشاؤما إنما هناك جهود خيّرة تبذل لمصلحة شعوب المنطقة ونحن مستمرون بها.. لا مجال للتشاؤم أو التعامل مع الآخر بأحكام مسبقة.. هناك حالات كثيرة شهدت تحولاً إيجابيا بعد أن أدرك اللاعبون الأساسيون انهم وصلوا إلى طريق مسدود فغيّروا مواقفهم..
القاهرة تنوي مواصلة جهودها الرامية إلى جسر الهوة بين إسرائيل والفلسطينيين..
وكان الرئيس المصري حسني مبارك التقى الخميس الماضي على هامش القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي رعاها اليونسكو في جنيف بوزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم..
وأعرب الوزير شالوم عن أمله بأن يمهد هذا اللقاء الطريق أمام انعقاد لقاء يجمع بين مبارك ورئيس الحكومة الإسرائيلي، أريئيل شارون. من جانبه أكد الرئيس مبارك أنه ينوي مواصلة جهوده الرامية إلى جسر الهوة بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال شالوم ردًا على ذلك إنه يتعين على رئيس الوزراء الفلسطيني، أحمد قريع «أبو علاء»، أن يعود إلى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة.. العالم بأسره بانتظاره..
وأضاف مبارك : أنا مستعد لتقديم المساعدة وأنا أقوم بذلك.. حلول السلام هو مصلحة إستراتيجية لمصر وإسرائيل.. كما أوضح مبارك أنه هو ومصر ملتزمون باتفاقية السلام مع إسرائيل..
وقد شارك في اللقاء كل من وزير الخارجية المصري أحمد ماهر، ومستشار الرئيس المصري، أسامة الباز..
ويعتبر هذا اللقاء الأول من نوعه منذ فترة طويلة بين شخصية إسرائيلية رفيعة المستوى وبين الرئيس المصري..
وكان آخر لقاء عقده مبارك مع شخصية إسرائيلية رفيعة قبل سنة ونصف، حيث اجتمع بشمعون بيرس «العمل»، الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية في حكومة أريئيل شارون السابقة.
يُشار إلى أن الوزير شالوم قد أشاد مؤخرًا بالدور الذي تلعبه مصر في جهود الفصائل الفلسطينية الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار، على الرغم من أنه لا يعتبر أن مثل هذا الاتفاق يعد حلا على المدى البعيد.
|