* عمان- الجزيرة - خاص :
اكد سمو الأمير الحسن بن طلال رئيس منتدى الفكر العربي ان المفكرين والمثقفين هم اصحاب اليراع والقرطاس والقسطاس وهم بفكرهم وخبرتهم يجسرون الفجوة بين الفكر والفعل وما بين الحاكم والرعية وبين الخطاب الفهمي العربي والخطاب الانساني العالمي بموضوعية ودون انحياز الا للصالح العام، مشيرا سموه الى ان المفكرين هم روح هذه الامة وضميرها ووجدانها وواجهة ناصعة من واجهاتها يعملون بدأب وتفان وتراكم مع الاغلبية العاقلة ولا اقول الصامتة على ابراز الهوية الوسطية للامة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها سموه خلال ترؤسه امس الاجتماع السنوي السادس عشر للهيئة العامة لمنتدى الفكر العربي والندوة الفكرية التي عقدت تحت عنوان «اسس تقدم الوطن العربي في القرن الحادي والعشرين» في جامعة الاميرة سمية للتكنولوجيا.
ودعا سموه الى التركيز على الدولة والمجتمع المدني من خلال الحوار والشورى والحيلولة دون الشرذمة الطائفية والمذهبية والاقليمية من خلال احترام الاخر.
واشار سموه الى انه لا يرى حكرا لهذا المنتدى على «العربية» لغة وحضارة، علما بأنه ليس لعربي فضل على اعجمي الا بالتقوى، كما انه ليس للمنتدى فضل على آخر الا بالعمل المضني.
واكد سموه ان المنبر الوسطي الراشد يدعو بالقول والفعل الى نبذ الخلافات وفض النزاعات والى تجنبها اصلا داعيا الى اعتبار هذا المنتدى عربيا اسلاميا متحالفا مع سائر القوى المنتمية الى تراث الامة وقيمها والى اخلاقيات التضامن الانساني والى بناء الانسان واحترام كرامته وحقوقه وقيمته ومصلحته ورفاهه وقدرته على تحقيق ذاته من خلال الاخذ بيد المجتمع الاهلي وتعزيز وحدة الامة وتضامنها.
وقال سموه ان هذا المنبر ينأى بنا عن الفرقة والاغتراب وهو يستنهض الهمم كي تتصدى للتحديات والازمات التي تواجه الامة مثل التخلف والتشرذم والبطالة والفقر بكل انواعه واشكاله والجهل والامية وسوء توزيع الموارد البشرية والطبيعية وغياب المرجعية وتعدد اهل الافتاء واستلاب فلسطين وتهجير اهلها ونكبة العراق والعراقيين وتغول التطرف.
واضاف ان الملايين من ابناء جلدتنا يئنون وهم بحاجة الى التربية والتعليم من اجل فرص العمل والى الخدمات الصحية الوقائية قبل العلاجية وقبل كل ذلك وبعده هم بحاجة الى الشعور باحترام انسانيتهم والى التمتع بحقوق الانسان ولا ننسى الشباب الذين ترزح نسبة كبيرة منهم تحت نير البطالة والفراغ وخواء النفس واستبداد المجتمع والخوف من المجهول مع انهم هم الامل وهم المستقبل اذا تربوا على ثقافة المشاركة والحرية المسؤولة.
وقال سموه: مع تفاقم الازمات واشتداد حدتها يبزغ التحدي الاكبر بأن نأمل ونعمل في اسوأ الظروف واردأ الازمات وذلك لان الامل والعمل ميسوران لهذا حان الاوان الان ان نرسي اركان ذلك الفكر الوسطي من خلال بناء مجتمعاتنا بموجبه وبجدوى الحوار واحياء فنون التحادث والتفاهم بما فيها من وسائل وآليات لتجنب النزاعات.
واطلق سموه نداء طالب فيه بوجود تيار شعبي وسطي ينتظم في عقده كل مؤمن بالفكر الوسطي العقلاني الراشد.
واوضح سموه بأنه من اهم اركان هذه الحركة الشعبية التعددية بمعنى تعظيم الجوامع وثقافة المشاركة وسيادة المواطنين ووجود دستور للواجبات والحقوق للمواطن العربي بالاضافة الى استنهاض المجتمع المدني والاهلي..
وتساءل سموه هل بادر المنتدى الى تبني حركتنا الوسطية العقلانية الراشدة وكيف سيجعلها تتألق وتتأجج وتتفرع وكيف سيجعلها برنامج عمل وخريطة طريق؟ اين رؤاه الثاقبة وعزيمته التي لا تلين وبرامج عمله المدروسة.؟.
والقى الامين العام للمنتدى عبدالله الحمر كلمة قال فيها ان وجود مقر دائم للمنتدى في الاردن يضمن الاستقرار والاستمرارية لعمل المنتدى كما يوفر في تكاليف اقامة المؤتمرات التي يستضيفها مما يزيد من موجودات المنتدى.
واشار الحمر الى ان انشاء هذا المنتدى يوفر ايضا امكانية عقد ملتقيات بشكل مستمر بالاضافة الى زيادة موجودات المنتدى.
واشارت مديرة مكتب الامين العام سهام مسعد في كلمة لها الى ان وجود المقر الدائم وفر امكانية.
|