Saturday 13th december,2003 11398العدد السبت 19 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

10-2-1391هـ الموافق 6-4-1971م العدد 337 10-2-1391هـ الموافق 6-4-1971م العدد 337
أفكار
أنا غبي
خالد خليفة

وفي نجد، ركبت قطار الحياة عام 1360 في محطة الوسيطة، وقد أنزلني حينئذ رجل كريم من رجل عظيم أمد الله في حياته في كنف رجل تقي لقي وجه ربه منذ سنوات، سليمان بن رويشد، معلمي وأستاذي رحمه الله.
وتحرك القطار، وراح يجري بنا.
أناس يركبون، وآخرون يهبطون..
ولايزال القطار يجري ويجري، وسيظل هكذا إلى أجل لاريب فيه.
ولقد التقيت، ككل راكب في قطار بأناس كثيرين، فيهم كبار وصغار، فيهم أغنياء وفقراء، وفيهم عقلاء وأغبياء، سنة الله في الخليقة منذ أن وجدت.
وما كنت أحسب أني من الأغبياء إلا بالأمس والأمس القريب فقط..
نعم أنا غبي وغبي جداً..
غبي جداً لأنني كنت أظن أن الصدق والإخلاص بضاعة مرغوبة في سوق الحياة.
غبي جداً لأنني ما تعلمت الكذب.
غبي جداً لأنني أحترم كل مخلوق باعتباره آدميا له حق وله كرامة.
غبي جداً لأنني أفتح قلبي قبل بيتي لكل طارق.
غبي جداً لأنني كنت أرى في كل كبير أباً وفي كل متوسط أخاً وفي كل صغير ولداً.
وما وجدت في الناس غير قلة منهم، إلا الكذب والخداع والنفاق و«المقالب».
وما وجدت فيهم غير قلة منهم إلا صغارا في نفوسهم، صغارا في عقولهم، صغارا في إدراكهم، صغارا في أهدافهم، صغارا في تقديرهم للأمور، سيان عندهم، إلا القلة، ان أحسنت أم أسأت.
ولقد والله عرفت فيهم من إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر.
أجل أنا غبي وغبي جداً. غير أن ثروتي تكاد تغطي على غبائي.. ثروة ما لها من نفاد.
حبي لهذا البلد وولائي لهذا البلد وللقائمين بأمر هذا البلد وفي ذلكم لي العزاء كل العزاء.
ولقد كدت أجحد بالإنسانية لولا حبل متين طرفه في يدي وطرفه الآخر في يد رجل نحبه..
ورضي الله عن سيدنا عمر إذ يقول (ماترك الصدق لي من صديق).
عود على بدء
من الذين قرأوا ما كتبت الأسبوع الماضي حول بلوغ الإنسان القمر، من ظن أن هناك خلافا بيني وبين أستاذنا فالح آل مهدي حول هذا الموضوع..
وأحب هنا أن أوضح أن ليس هناك أي خلاف بيني وبين فضيلة الأخ الأستاذ فالح آل مهدي الذي لم يتعد دوره إيراد ما رآه السلف الصالح من أن الشمس والقمر وغيرهما من الكواكب غير مغروزة في السماء المبنية وأنها أي تلك الكواكب تجرى في أفلاك دون السماء.. وما قاله أساتذتنا كسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز أمد الله في عمره، وأرى من واجبي أن أضيف نصيحة على كل ما قيل حول هذا الموضوع، أزجيها لأشباه المتعلمين أمثالي ولذلك الرجل الذي حمل على السلف والخلف دون ما علم أو قصد منه حتى يقال عنه أنه عالم!!
والنصيحة.. أن ننصرف إلى ما هو أجدى وأنفع لنا في ديننا ودنيانا، كأن نتعلم الحلال والحرام والتوحيد والشرك، وكيف نصلي ونخشع في صلواتنا.
الواقع
هل يرحم المذيعون في التلفاز والاذاعة ومن يقدمونهم هذه الكلمة المسكينة.. الواقع..
الواقع الواقع الواقع..
الواقع أننا في بداية هذا اللقاء نقدم لكم فلان الفلاني..
الواقع اننا نشكر الأستاذ فلان بن فلان، فالواقع أنه تعاون معنا.. الخ.
الواقع اننا قد التقينا بالأستاذ فلان فكان الواقع متجاوبا معنا!.
الواقع أن الواقع قد يختلف مع واقع.. الخ..
ارحموها شوية!!!
أو....
دوّروا غيرها...

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved