في مثل هذا اليوم من عام 1972 وصلت المفاوضات بين كل من مفاوض الجبهة الشمالية في فيتنام وبين هنري كسنجر مستشار الأمن القومي لرئيس الولايات المتحدة في ذلك الوقت ريتشارد نيكسون إلى طريق مسدود بعد اجتماع دام ست ساعات متواصلة، طاربعدها كيسنجر إلى الولايات المتحدة مطلعاً رئيسه على النتائج. كان الاجتماع يدور بين الطرفين حول فكرة من يتولى السلطة في فيتنام الشمالية إذا ما حدث وقف لإطلاق النار في المنطقة.كانت مطالب المندوب الفيتنامي تنحصر في أن تحل الحكومة في فيتنام الجنوبية وكذلك بالنسبة للجيش الفيتنامي ووضع حكومة تحالف لحكم المنطقة.
وقد قابلت الولايات المتحدة هذه المطالب بالرفض التام حيث توقفت المفاوضات على إثر ذلك. ولم تكتف الولايات المتحدة بذلك بل تحولت لمساعدة الرئيس «نجويان فان ثاو»رئيس حكومة فيتنام الجنوبية.
ولكن هذه الحكومة الأخيرة قامت بعرض مطالبها أيضاً بشأن الحشود الشمالية التي تحتل الجزء الجنوبي والتي كانت تزيد على 100 ألف جندي. وكانت مطالب الحكومة الجنوبية هي أن تعترف فيتنام الشمالية بسيادة «سايجون» على الجنوب، الأمر الذي تزول به فوراً أحقية الشمال بوضع حشود له في المنطقة الجنوبية.
جدير بالذكر أن هذه المطالب قد قوبلت هي الأخرى بالرفض من الجانب الجنوبي. وكرد فعل على ذلك، قام الرئيس الأمريكي بتوجيه إنذار مباشر إلى هانوي مطالباً بعودة ممثلي حكومتها فوراً إلى مائدة المفاوضات في خلال 72 ساعة لا أكثر. كان هذا التحذير يعني تعرض الجبهة الشمالية لهجمات أمريكية في حالة رفضه.
وبالفعل أقدمت الولايات المتحدة بموجب رفض الفيتناميين الخضوع للأوامر، على إطلاق العملية العسكرية والمسماة «لاين باكر». واستمر القصف بالقنابل على إقليم فيتنام الشمالية منذ الثامن عشر إلى الثامن والعشرين من نفس الشهر، حيث اضطرت الحكومة الفيتنامية إلى الخضوع لأوامر الرئيس الأمريكي والعودة إلى مائدة المفاوضات.
|