السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
جامعتي الحبيبة.. كنت خريجة كلية الدعوة والإعلام «قسم الدعوة»، وبعد تخرجي أردت الحصول على وظيفة كمعلمة علوم شرعية مثلاً.. ولكن صدمتي كانت كبيرة عندما قالت لي المشرفة: ما هذا التخصص؟؟!.. آسفة لن نقبل أوراقك!!
فكل من رأى وثيقة تخرجي يسألني هذا السؤال: ما هو قسم الدعوة؟؟.. هل انتِ داعية؟؟.. أم مرشدة دينية؟؟أم معلمة؟!!.. تخصصك لا يوحي لنا بأنك تصلحين للتدريس؟؟..وقفت أسأل نفسي.. فعلا ما هو الهدف من هذا التخصص؟؟ وكيف يمكنني الاستفادة والافادة منه؟؟..
فإذا كنت داعية فأين يمكنني ان أتوظف؟؟.. فهل هناك مراكز بحاجة إلي؟؟.. وأين يمكنني البحث؟؟..
قبل سنة أو تزيد قرأت موضوعا جادا لأحد الإخوة في إحدى الصحف المحلية تحت عنوان: نصيحة إلى كل من يدخل جامعة الإمام.. لا تسجلوا في كلية الدعوة!!
وعلى الرغم من ان دعوته كانت بالنسبة لي ولأمثالي متأخرة!!.. إلا انه أصاب قلب الحقيقة.. فهو محق وكلامه واقعي للغاية..
فكل متخرج ومتخرجة من كلية الدعوة لا يجدون لهم بعد تخرجهم وظيفة.. لا في القطاع الحكومي ولا في القطاع الخاص.. ويستمرون في الدوران حول حلقة مفرغة، فتخصصهم لا يوجد له المكان الذي يحتويه.. إذ من أراد ان يكون داعية يكفيه ان يدخل كلية الشريعة أو العقيدة أو يتخصص في علوم القرآن.. بل ان الدورات التدريبية وبعض القدرات الشخصية كافية لتأهيله إلى ذلك.
لذا.. فأنا أعيد ما قاله أخي وزميلي الذي سبقني إلى التخرج.. وسبقني إلى اكتشاف مرارة هذه الحقيقة.. وسبقني أيضاً إلى الشكوى.. وآمل من جامعتي الغالية ان تدرس جديا الجدوى من قسم الدعوة بالذات.. فهل الدعوة قاصرة على خريجي هذا القسم!!.. فكل مسلم موحد هو داعية إلى الله بقلمه وبلسانه وبفعله وبسلوكه فكلنا نحمل هم هذا الدين.. وهم الدعوة إليه.. لا فرق بين رجل وامرأة.. ولا بين صغير وكبير.. ولا بين متخصص في الدعوة أو غيره.. هذا الواقع..عندما أردنا ولوج هذا القسم ظننا اننا سنجمع الحسنيين خدمة بلادنا والدعوة إلى دين ربنا.. فإذا بالأبواب توصد دوننا.. وما ذنبنا إلا اننا.. خريجات قسم الدعوة والإعلام.. فللأسف لم يشفع لنا هذا التخصص في أي موقف.. وإلا بماذا نفسر تقديم خريجة أي قسم من أقسام الدراسات الإسلامية التابع لأي كلية أو جامعة علينا في التوظيف.. فلا ندخل حتى في المفاضلة!!!
فهم لا يفهمون ما نوع تخصصنا!! وهل هو تربوي أم انه مجرد تخصص في مجال الدعوة إلى الإسلام.. وكأننا في بلد لا يعرف الإسلام؟!!.. سبحان الله.. عمرٌ قطعناه.. وعلمٌ تعلمناه يذهب أدراج الرياح..
أنا في حيرة من أمري لأني لا أجد الإجابة الشافية عن أسئلتي.. فأرجو ان تجد رسالتي هذه صدى مسموعاً.. وان يدرس الموضوع بجدية وعمق.. فما الفائدة الفعلية من هذا التخصص «الدعوة»؟؟!!..
كما أطالب بتعديل هذا المسمى إلى مسمى مفهوم ومقبول لدى الجميع.. فقد أمضينا أربع سنوات من عمرنا ونحن ننتظر التخرج لكي نعمل ونبني ونساهم كغيرنا في خدمة هذا الوطن الغالي ولكن ذلك لم يتحقق لأننا خريجات «كلية الدعوة»..
أسوق هذه المعاناة إلى المسؤولين في جامعة الإمام لعلي أجد الجواب الشافي الذي يسعدني وزميلاتي اللاتي يعانين نفس الموقف.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
نسرين عبدالعزيز الفريح
خريجة كلية الدعوة والإعلام «قسم الدعوة» 1419هـ
nsraf@lahaonlaine
|