** ندرك - كمواطنين - أَلَمكم الشديد يا أُسر الإرهابيين بسبب وقوع أبنائكم وفلذات اكبادكم في أتون الأعمال الإجرامية، ومثلما هم أبناء لكم فهم أبناء للوطن.
وكم آلمنا ونحن نقرأ عن دخول «أم» أحد الإرهابيين في غيبوبة، ووقوع ذلك «الأب» تحت وطأة المرض، وخجل وتواري الاخ والاخت عن اقرانهم وزملائهم من سوء ما اقترفه أخوهم...!
* لكن نقول لهؤلاء الأسر: إنه لا تثريب عليكم لأسباب عديدة:
* فكان نتيجة هذا العناد والضلال {وحّالّ بّيًنّهٍمّا المّوًجٍ فّكّانّ مٌنّ المٍغًرّقٌينّ } *هود: 43* .
***
* ، وهل أحبُّ للإنسان من هداية فلذات كبده..!
***
* ثانيها: أنكم - بحمد الله - في «وطن العدل والإنصاف» فلم ولن ينالكم أي سوء بسبب إجرام وإرهاب أبنائكم، وها نحن نقرأ تصريحاتكم وتأكيداتكم بالصحف أنكم لم تتعرضوا لأدنى مضايقة.. بل إن الأمير نايف نفسه قال ذات مرة:« إننا نعرف أنه لا ذنب لكم.. وهؤلاء الذين عقّوكم عقوا وطنهم وأساؤوا لإسلامهم» جزاهم الله في الدنيا والآخرة بما يستحقون، ومكَّن أجهزة الدولة من القبض عليهم - عاجلا غير آجل.
***
لقد ظللت أتساءلُ في نفسي كما يتساءل الكثيرون: كيف ضل هؤلاء؟!..
كيف أعمى الله أبصارهم وبصائرهم؟!.. كيف يفجرون ويتفجرون؟!.
كيف يَقْدِمُونَ على إهلاك الناس والحرث والنسل؟!.
أَنُزِعَ الإيمان من قلوبهم، والرحمة من جوانحهم؟!.
وهذا هو الحاصل فعلاً!.
وليس أدل على ذلك من أن أحد الإرهابيين لم يرحم فلذة كبده التي دعته لعودته إليها.
لقد طفرت دمعة من عيني وأنا أرى صورة تلك الطفلة البريئة ذات العشرة اعوام التي نشرتها صحيفة «عكاظ» يوم الاحد الماضي على صدر صفحتها الاولى، ثم قرأت رسالتها، التي بعثت بركاناً من الألم في نفسي وهي تناشد والدها التوبة والعودة إليها لحاجتها الى أبوته وحنانه، ولكن اين حنان الأبوة لدى هذا الاب الذي لم يراع إلاًّ ولا ذمة.!
إن كان لنا مطلب منكم أيتها الاسر، فهو المزيد من التعاون مع رجال الأمن الشرفاء.. وإعطاؤهم كل المعلومات من اجل أبنائكم ودينكم ووطنكم، ونثق انكم مواطنون مسلمون يهمكم أمن وطنكم وسلامة دينكم وأبناء وطنكم.
أما ضلال وإجرام أبنائكم فليس لكم فيه من الامر شيء، ولا تثريب عليكم، فهذا اكبر عزاء يخفف مصابكم ولعله يدخل شيئاً من الراحة والمواساة على قلوبكم المنهكة:
{رّبٌَ اجًعّلً هّذّا بّلّدْا آمٌنْا} [البقرة: 126]
|