تسعى الدول والهيئات والمنظمات الدولية المدافعة عن البيئة للعمل على توسيع الرقعة الخضراء في المدن لتجعل منها الرئة التي تتنفس منها الأحياء والتجمعات السكانية التي أصبح الذين يعيشون فيها محاصرين في قوالب أسمنتية تنفذ الحرارة والأبخرة والغازات السامة، ولهذا فإن الدول تهتم بإقامة المناطق الخضراء واستزراع الأشجار لامتصاص الغازات السامة وإنتاج العناصر الصحية وإقامة توازن بيئي يكفل حياة صحية معقولة لسكان المدن.
ومدينة القدس الشرقية، المدينة العربية الفلسطينية المحتلة واحدة من المدن التي تتعرض لتخريب بيئي وتدمير للمساحات الخضراء بصورة متعمدة حيث تقوم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتجريف الأراضي الزراعية واقتلاع أشجار الزيتون وإقامة تجمعات استيطانية من مئات الوحدات الأسمنتية مثلما يحصل الآن في أحواض أراضي جبل المكبر المصنفة من قبل بلدية القدس كأرض خضراء لا يجوز البناء فيها، إلا ان سلطات الاحتلال الإسرائيلي انتهكت هذا القانون وقامت بتجريف الأراضي الزراعية واقتلعت أشجار الزيتون وضمتها الى مشروع بناء حي استيطاني للمستعمرين الإسرائيليين، ليكون الحي الثالث عشر الذي أقيم في القدس الشرقية وعلى أرض زراعية مما أدى الى تقليص الرقعة الخضراء في المدينة العربية دون أن نسمع أي احتجاج او اعتراض من الهيئات والمنظمات المدافعة عن البيئة التي تشاهد تخريب الإسرائيليين لهذه النعمة الربانية دون أن تحرك ساكناً.
والغريب ان احزاب الخضر، والمدافعين عن البيئة يتابعون كل المخربين للبيئة والمدمرين للزراعة في كل مكان، إلا انهم يحجمون عن الحديث عما يجري في الأراضي الفلسطينية كافة، والقدس خاصة خوفاً من اتهامهم بمعاداة السامية.. السلاح الذي يشهره قتلة الإنسان والشجرة في وجه كل من يعترض على أعمالهم الشريرة.
|