- حين تكون متسامحاً..
فأنت تمارس خلقاً إيمانياً رفيعاً..
فعن رسول الخلق صلى الله عليه وسلم عن كفار قريش على قدر ما ألحقوا به الأذى وقال قولته الشهيرة «من دخل بيت أبي سفيان فهو آمن».
- وشربنا حليب التسامح من الأرض الطيبة..
من الدين القويم..
من تعاليمه وتوجيهاته التي تحضنا بقوة على إحسان الظن وتلمس ايجابيات الأمور قبل سلبياتها..
والنظر دائماً إلى الناس برفق.. وتقبل اخطائهم إن حدثت بأسلوب الاحتواء الذي يمنح للمخطئ فرصته وأخرى وثالثة وخطاب القرآن قام على الترغيب.
وجاء الرسول صلى الله عليه وسلم برسالة ترغب بالخير وأهله وتسامح وتدفع بالتي هي أحسن.
وتحتوي وتستوعب وتقبل توبة التائبين الذين قال عنهم الله سبحانه {إنَّاللَّهّ يٍحٌبٍَ التَّوَّابٌينّ}.
والتائب هو من أقلع عن الخطأ الذي كان يرتكبه وأناب إلى الله بقلب صادق قرر معه عدم العودة إليه.
- كثيرون يصفون أنفسهم بأنهم مؤمنون.. ومجرد أن يحدث معهم خطأ حتى لو لم يكن مقصوداً حتى تراهم استبسلوا كالأسود يلقون بالكلام على عواهنه يرغون ويزبدون.. يتحسبون.. ويتهمون ويقذفون.
- وتتأمل في حالهم..
أين سماحة الإسلام.. أين الدين المعاملة.. أين إحسان الظن والبحث عن المخارج الحسنة للأمور.
أين قدرة المسلم على العفو عن الناس.
- لم تضيق النفوس.
عند إشارات المرور
ومجرد اضاءتها الإضاءة الخضراء.. والأقرب إليها ساهٍ لم ينتبه تجد الناس يضجون عليه بالمنبهات ويتطاولون عليه بألسنتهم وبإشارات أيديهم خلف الزجاج المغلق.
وإذا ما حدث خطأ في محل ووضع بضاعة أخرى محل أخرى حتى استمعت لطائش الكلام القاسي يلقي على المخطئ حتى لو لم يقصده.
ونحن الكتّاب لسنا بمنجى من ذلك فكل مقال نكتبه يفسر وفق أهواء القارئ ويجد أن الكتابة للصحيفة أمر صعب لكي يخالف رأي الكاتب وهذا حقه لكنه يجد الأكثر يسراً وتأثيراً أن يبحث عن رقم هاتفه ليمطره بوابل الكلام القاسي الذي ينم عن ضيق الأفق وعدم اكتمال روح التسامح والتفهم الذي حض عليه الدين الإسلامي.
- إن اتساع الأفق وسعة الصدر والقدرة على تفهم آراء الناس واختلافاتهم وإحسان الظن والبحث عن المبررات الحسنة لأقوالهم وأفعالهم وتقبل خطأ البشر إذ ليس ثمة معصوم من الخطأ والنظر في فكرة ان البحث عن السلبيات والتفكير السيئ في الناس ونواياهم هو من الوقوع على الأذى الذي نهى رسول الخلق عنه.
كونوا متسامحين.. وتفهموا فكرة الخطأ البشري في القول والفعل.. واحسنوا الظن وقلبوا الأمور على وجهها الحسن كثيراً.. تصح قلوبكم.. وتتهذب ألسنتكم وتفوزوا بالقدرة على حب الناس.. وتستمتعوا بحب الناس لكم.. وهذا من كرم الله عليكم- إن نجحتم فيه.
|