* القاهرة - مكتب الجزيرة - عتمان أنور:
بعد أكثر من ربع قرن يعود الجدل بين الأوساط الثقافية المصرية حول القضية التي قام بتفجيرها بعض الأدباء خلال الأيام الماضية وهي نقل مقر اتحاد الكتاب العرب من سوريا والمطالبة بعودته مرة أخرى إلى القاهرة حيث كان قد تم نقل مقر الاتحاد إلى سوريا منذ ما يزيد على 24 عاما بعد اتفاقية كامب ديفيد التي عقدتها مصر مع إسرائيل وعلى خلفية هذا الجدل افتتح أمس مؤتمر اتحاد الكتاب العرب الذي يعقد بالقاهرة بعنوان الثقافة العربية وافاق المستقبل وقد افتتح المؤتمر وزير الثقافة المصري فاروق حسني وبحضور علي عقله عرسان رئيس اتحاد الكتاب العرب وفاروق خورشيد رئيس اتحاد كتاب مصر ويناقش حضور وضيوف المؤتمر خمسة محاور هي المخطط الأمريكي للثقافة العربية وكيفية مواجهته، المثقف العربي بين السلطة والمجتمع، اللغه العربية والخطاب الثقافي الاعلامي، المثقف والهوية الثقافية العربية، المؤسسات الثقافية ومستقبل الثقافة وقد أثيرت قضية نقل مقر اتحاد الكتاب من قبل بعض الادباء داخل اتحاد كتاب مصر ورفض أدباء من سوريا ذلك واشتداد الجدل بينهما ثم تراجع اتحاد كتاب مصر عن ذلك إلا أنه سرعان ما عاد مرة أخرى وكرر هذا الطلب كما كان اتحاد الكتاب العرب قد طلب تأجيل هذا المؤتمر لمدة أسبوع لكي تسافر الوفود لاجراء انتخابات الاتحاد المقرر لها في الفترة من 20-27 الشهر الحالي لكن الاتحاد المصري رفض هذا الطلب لأن موعد المؤتمر متفق عليه من قبل وأجريت الاستعدادات له ورأت بعض المصادر داخل الاتحاد المصري ان طلب تأجيل المؤتمر قد يكون مقصودا بغرض التشويش على الاتحاد المصري ورغم هذا الجدل إلا ان الأديب فؤاد قنديل عضو مجلس إدارة الاتحاد قال ان موضوع نقل المقر غير مدرج للمناقشة على جدول أعمال المؤتمر وإنما سيتم تناوله في الحوارات الجانبية وان الطرح الحقيقي للقضية سيكون من خلال الانتخابات التي ستعقد بالجزائر مشيراً أنه لا مانع من قبول الاقتراح القائل بدورية استضافة المقر بين الدول العربية.
قضية دعم الاتحاد والاستقالات
من جهة أخرى ياتي انعقاد مؤتمر اتحاد الكتاب على خلفية قضية تمويل وتدعيم المؤتمر من قبل وزارة الثقافة المصرية وقيل ان الوزراة دعمته بمبلغ مائة الف جنيه الامر الذي نفاه الناقد أحمد عبدالرازق أبو العلا عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر وقال ان هذا المبلغ تسلمه الاتحاد ليس لتدعيم المؤتمر ولا يخص المؤتمر وإنما يخص جوائز الاتحاد التي يعلن عنها وكان وزير الثقافة أعلن دعمها بمبلغ مائة ألف جنيه منذ إنشائها منذ عامين (الجوائز) وعلى هذا الاساس فان هذا المبلغ سيوزع على أصحاب الجوائز إضافة إلى مكافآت أعضاء لجنة التحكيم.
وأضاف أبو العلا ان تمويل المؤتمر من ميزانية اتحاد الكتاب مشيرا أنه إذا شعر الاتحاد انه يواجه ضغوطا من وزارة الثقافة فانه سيستغنى عن هذا الدعم فالاتحاد قادر على الصرف على الجوائز وفي سياق القضايا التي تفجرت متزامنه مع انعقاد مؤتمر اتحاد الكتاب إعلان الروائي أحمد الشيخ رئيس لجنة العلاقات الدولية باتحاد الكتاب المصري انه سيتقدم باستقالته للجمعية العمومية للاتحاد وذلك حسبما يرى ان هناك تعطيلا لدور لجنة العلاقات الدولية مؤكدا ان الخدمات التي يقدمها الاتحاد أقل مما يستحقه الاعضاء وأقل من طموحات أي كاتب وأبدى الشيخ استياءه من عدم وقوف الاتحاد معه في قضية روايته كفر عسكر التي قام السناريست بشير الديك بتحويلها إلى مسلسل تليفزيوني عرض في شهر رمضان الماضي واتهمه الشيخ بالتغيير في احداثها واختصارها وعلى خلفية القضايا السابقه يأتي انعقاد مؤتمر اتحاد الكتاب لتستأثر هذه القضايا بالجدل والاهتمام بدلا من عنوان المؤتمر الثقافة العربية وافاق المستقبل.
| 
