صدر عن دار الزازان للنشر كتاب صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز سيرة إنسانية للكاتب الصحفي الأستاذ عبدالله الزازان يتناول الكتاب شخصية صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان الإنسانية والكتاب كما يقول المؤلف «محاولة لقراءة سلوك إنساني كان غاية في المثالية يكاد يكون نادراً في زماننا هذا، وندرة هذا السلوك تكمن في إنسانيته ومثاليته وشفافيته وشموليته ووضوحه وإخلاصه، وأنه لم يكشف لدى بعض من الناس إلا بعد الممات، وذلك هو سر العظمة الحقيقية».
يتكون الكتاب من «22» فصلاً تناول فيه المؤلف أسباب الكتابة عن شخصية فهد بن سلمان الإنسانية حيث يقول: «هنالك الكثير الذي يدفعنا إلى الكتابة عن الأمير فهد بن سلمان هناك الأساس الأخلاقي المتين المستعضد بالإيمان، وهناك الصدق والوضوح والبساطة، وهناك الغيرة الإنسانية، وهناك النية الحسنة والمقصد النبيل، وهناك الشجاعة الحقيقية يقول: لم تتعاظم شخصية إنسانية في شعوري الداخلي مثل تعاظم شخصية فهد بن سلمان، رغم أنني لم أكن أعرف فهد بن سلمان معرفة حقيقية إلا عن طريق تلك الروايات الإنسانية التي نشرت عنه بعد وفاته، ولقد ندمت ندماً شديداً على أن معرفتي بهذا الإنسان الممتلئ بالإنسانية لم تأت إلا عن طريق تلك الروايات، ولم يكن ندمي هذا مؤسساً على منفعة شخصية أو مصلحة «ما»، ولكن في ظل هذا الزمن القاسي تظل معرفة فهد بن سلمان وغير فهد بن سلمان من أولئك الإنسانيين الخيرين ضرورة إنسانية، من أجل أولئك الناس البسطاء».
ويمضي المؤلف في وصف شخصية الأمير فهد الإنسانية قائلاً فالأمير فهد بن سلمان مزيج رائع من الكرم الحقيقي والبساطة الحقيقية والتواضع والثقة في النفس، فلو تبينت سيرته منذ أول صباه إلى أن بلغ السادسة والأربعين لرأيت حياة تبهرك وتبعث فيك الإعجاب حياة تقوم على محبة الحياة والناس.
ويضيف المؤلف «فقد كان منذ بداياته الأولى يفكر في حالة الناس والخير الذي يرجوه لهم، ولذلك فإنه يضطر لبذل الجهد والمال والجاه والوقت، لكي يؤكد لكل إنسان أنه ليس وحيداً، وكانت هذه إحدى القضايا الرئيسية في حياة فهد بن سلمان».
ثم ويتساءل المؤلف: «ما الذي يجعل فهد بن سلمان يعمل جاهداً على تحقيق الخير للآخرين؟ ثم لا يدعك تفكر حيث يضع الإجابة أمامك «إننا لن نتبين ذلك إلا إذا أدركنا أن فهد بن سلمان أطال الإصغاء إلى والده سلمان بن عبدالعزيز فهو يحمل سلمان في داخله، أخذ منه حكمته وتعلم منه تجاربه.
ورغم أن الأمير سلمان بن عبدالعزيز حاضر في الحياة اليومية الاجتماعية والثقافية والإنسانية لآلاف الناس، إلا أنك تراه حاضراً بصورة أوسع وأشمل وأدق وأبلغ في شخصية فهد بن سلمان. فالأمير فهد بن سلمان الصياغة الإنسانية لهذا الرجل العظيم».
ثم يأتي المؤلف على وصف شخصية الأمير سلمان بن عبدالعزيز قائلاً «فالأمير سلمان بن عبدالعزيز من أكثر الشخصيات العالمية التي سجلت حضوراً بارزاً على المستوى الإنساني، بل إنك تستطيع أن تقول: إن سلمان بن عبدالعزيز واحد من الحكام القلائل الذين يتداخلون مع الناس تداخلاً شعبياً مباشراً، يسير سيرتهم ويحيا حياتهم ويمتزج بطبائعهم ونفوسهم، رأيت سلمان بن عبدالعزيز مرة يمازح جمعاً من المهنيين في أحد الأحياء الشعبية في مدينة الرياض، رأيت صور التواضع والتبسط، ورأيت سلمان بن عبدالعزيز في مناسبات مختلفة ممتزجاً مع الناس امتزاجاً أقل ما نقول عنه إنه واحد منهم، وهو في الحقيقة واحد منهم، هذا يحدث عشرات المرات كل يوم، ولكن لم تكن كاميرات التلفزيون حاضرة لتريك طرفاً من نبل وكرم وتواضع وتسامح وشفافية سلمان بن عبدالعزيز.
ويمضي المؤلف في وصف هذه الشخصية العظيمة الأمير سلمان بن عبدالعزيز قائلاً: «قال لي شخصية هامة لازمت سلمان بن عبدالعزيز بعضا من حياته: إن الأمير سلمان رمز حي ماثل للتسامح والتواضع والتبسط واللين والتواصل والكرم. إن كثيراً من الساسة العالميين يأتون بكل ما عندهم، وبما ليس عندهم من صور الإنسانية، عندما تكون أجهزة الإعلام حاضرة، ولكن سلمان بن عبدالعزيز حالة استثنائية أين لي بحاكم عربي أو غير عربي يقرأ الجريدة اليومية صباحاً.. يقرأ عن طالب حاجة أو مريض أو عزاء فيركب سيارته فيزور هذا ويعزي هذا ويسأل عن حاجة هذا، ورغم المسؤوليات العظام، فإن الأمير سلمان بن عبدالعزيز يظهر اهتماماً شخصياً بكل من حوله وبكل من ليس حوله وبكل من يقابل ويصافح ويحادث. هنا يكون الارتباط بين الحاكم والناس، ويصير الجميع كياناً واحداً.
هذا الفعل الإنساني العظيم يحدث مع فهد بن سلمان، فالأمير فهد بن سلمان صورة سيكولوجية عاكسة لشخصية الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ولذلك احتفى به الناس احتفاء كبيراً وأولوه اهتماماً عظيماً، فقد كان البداية الهامة لفعل إنساني مهم».
ثم تناول المؤلف البدايات الأولى للأمير فهد عندما كان طالباً في معهد الأنجال حيث يقول «لقد مرت حياة الأمير فهد بن سلمان في المعهد مروراً هادئاً رزيناً فقد كان الطفل القدوة الذي كسب بمثاليته وخلقه قناعات ورضا الجميع».
وفي أحد فصول الكتاب يتناول المؤلف رحلة فهد بن سلمان من الطفولة إلى الصبا بعد أن اجتاز سنوات المعهد حيث «كان ثابت الشخصية واضح الهدف يقول الأستاذ الزازان «أن المتأمل في سلوك وتصرفات ورغبات الأمير فهد بن سلمان يجد وضوح الهدف فقد استطاع أن يطوع سلوكه وتصرفاته ورغباته ومواهبه وطاقاته في سبيل الخير ثم يأتي المؤلف على رحلة فهد بن سلمان إلى أمريكا يقول «كانت مدينة (دنفر) بولاية كلورادو الأمريكية أولى محطات الاغتراب، كان هو وشقيقه الأمير سلطان بن سلمان يتلقيان العلم في (جامعة دنفر) ويشقان دروب التحصيل، ولكنهما كانا أثناء دراستهما هناك يظهران اهتماماً شخصياً بزملائهما في الغربة، بل أنهما كانا وطناً للسعوديين.
حيث برز الأمير فهد بن سلمان على ساحات العمل الإنساني منذ وقت مبكر، فهو الإرادة والعزيمة والفعل الذي كان وراء كل عمل إنساني.
ولا تسأل إلى أي مدى كان الفعل الإنساني يأخذ من جهده وماله وفكره واهتمامه الشخصي. وإن نظرة واحدة إلى تلك المواقف الإنسانية تؤكد مدى التزام الأمير فهد بفعل الخير.
كان شاباً «رحوماً»، وكان قلبه الكبير مليئاً بالإنسانية، وكان في كل المواقف التي تمر به يحاول أن ينوب عن الناس في حمل آلامهم، كان ذلك الوقت يواصل دراسته الجامعية في مدينة «توسان» بولاية أريزونا».
بعد ذلك يتناول الأستاذ الزازان كرم الأمير فهد بن سلمان يقول «لقد أجمع الناس على أن فهد بن سلمان ذو إحساس مطلق نحو فعل الخير، وكانت عاطفته الإنسانية تأخذه دوماً لذلك الفعل، وكان كلما وجد فرصة سانحة بادر إلى ذلك، سواء أكان في الرياض أو أمريكا أو الشرقية أو أي مكان من العالم».
ثم يتناول المؤلف مواقف الأمير فهد بن سلمان الإنسانية أيام كان نائباً لأمير المنطقة الشرقية ومبادراته الإنسانية في كل مكان.
ثم يأتي على بقية فصول الكتاب «الوجه السمح» «نشر الخير» «مسارعة في الخيرات».
|