دعوني اليوم أتقمَّص شخصية الإعلامي فيصل القاسم وبالمناسبة فهو لا يعجبني لسبب واحد وبسيط انه مليء في داخله بالخبث والحقد ويحمل في صدره براكين من الغضب على الجميع وربما حتى على نفسه ولكن ما يعجبني هو إعداده الجيد لضيوف الحلقة أو قل «ضحاياها».. اعدادا كاملا ومحيطا.
وفي حلقة الاتجاه المعاكس اليوم أود أن أطرح جملة من الاسئلة ذات العلاقة بالساحة الفنية الراهنة والمستقبلية وشيء من الماضي بنفس الطريقة التي يطرقها القاسم.. ولكن دون خبث أو مكر:
ومن يتأمل قليلا في حال الساحة الفنية بجميع اضلاعها يجد انه يعيش في متضادات الاسئلة لالقاء اللوم على الجميع ثم تليها اسئلة اخرى في اتجاه معاكس تبرىء ساحتهم وتعفيهم من السؤال والمسؤولية.. ربما السبب الانتكاسة الفنية التي تتوالى ونقابلها بالتصفيق المتزايد.. واقرأ وامعي:
* لماذا وصل بنا الحال في الفن الى ما وصلنا إليه؟
* اما يكفينا رقص ولهو وتعرٍ؟
* لماذا يحاول بعض الفنانين مرغ أنوف الجماهير في التراب؟
* لماذا نصفق لهم كثيرا ونشجعهم؟
* لماذا هم «قلة» ونحن بالملايين ومع ذلك يتفوقون برفع صوتهم ولا أحد يستطيع منعهم؟
* أين الرقيب الذاتي عند مسؤولي شركات الانتاج ومحطات التلفزيون والاذاعة؟
* لماذا يتسابق الصحفيون للفوز من هؤلاء بكلمة او تصريح او حوار او خبر او حتى صورة؟
* لماذا تتسابق المحطات الفضائية للفوز «بحصرية» النقل والانفرادية؟
* لماذا يحاول بعض الفنانين ان يوثقوا نظرياتهم الانفلاتية والساقطة في اذهان الجماهير؟
* أين ذهب المنظِّرون من الفنانين والكتَّاب والنقاد الداعين لفن عربي راقٍ يحسِّن صورتنا في كل مكان؟
* لماذا أصبح شعارنا «الغناء، الرقص، التصفيق، والصراخ..؟
ثم...
- أليست الجماهير العربية هي السبب؟
* ألم ترفض الفنانون الكبار بحثاً عن أغنية لا تغني ولا تسمن من جوع؟
* ألم يحاول بعض الفنانين البحث عن الكلمة الجميلة واللحن العريض وباءت محاولاتهم بالفشل؟
* أليست مبيعات شعبان عبد الرحيم ومصطفى قمر وهشام عباس وغيرهم كفيلة بعدم الثقة في ذوق الجماهير؟
* أليس بقاء فنانين لا اصوات لديهم نهائيا في الساحة دليل على عيب كبير في ذائقة الجماهير؟
* أليست الصحافة الفنية في العالم العربي ساحة لنقل الاخبار دون تفريق بين الجيد والرديء؟
* ألم يحاول النقاد كثيرا ولكن لا فائدة؟
* أليس دور السينما دليلا آخر على الغياب الذهني لجماهيرنا العريضة؟
* ألم يعتزل رواد كُثر الفن احتجاجاً على الوضع السائد؟
* لو غنَّى عمر دياب.. ومحمد ثروت مثلا في مدينة واحدة وعلى مسرحين مختلفين وحملة دعائية واحدة.. من سيتغلب جماهيرياً؟
* وبالمناسبة من افضل صوتا.. وأعذب.. وأجمل؟
*لماذا يتصدر اشباه الفنانين هذه الايام اغلفة المجلات وصور الصفحات الفنية؟
* أسئلة كثيرة جداً تدور في ذهني أطرحها عليكم لتجيبوا عليها ما ان ينتهي سؤال حتى يقفز آخر مما يجعلني في اتجاه معاكس فترة طويلة.
| 
