أنت ماذا تريد؟
أنت تريد أن تسحب حروف الكلمات من أفواه الناس..
وأن تلغي علامات الاستفهام من نهايات السطور..
أنت تريد أن تقفز على الوقت الذي نحن فيه.. وأن تلغي كل مسافات المكان..
أنت ماذا تريد.. أيها الإرهاب؟
نحن بنينا هذا المجتمع شخصاً شخصاً..
وهذا الوطن حجراً حجراً..
وهذا العقل الذي نملكه كلمة كلمة..
ولكنك أيها الإرهاب تريد أن تغتال روح هذا المجتمع.. وتفكفك بناءاته.. وتزرع في مدنه وقراه الخوف والرهبة..
تريد أن تقلع الأشجار صغيرها وكبيرها من بساتين أرضنا وفضاءات ديارنا..
وأنت تريد أن تجتث العروق من أجسادنا عرقاً عرقاً..
وتقطع أوصالنا عضواً عضواً..
تريد أن تحرق الأخضر واليابس..
وتأتي على الحي والميت..
تريد أن تهدم منازل الديار.. وبيوت الأصحاب.. وبناءات الأهل والأصدقاء والأحباب..
أنت ماذا تريد أيها الإرهاب؟
أنت تريد أن تقوِّض مجتمعنا..
ونحن نريد أن نبني هذا المجتمع..
أنت تريد أن تعطل مشروع التنمية والحياة..
ونحن نريد ان نواصل هذا المشروع..
أنت تريد أن تزرع الفوضى في كل الأنحاء..
ونحن نسعى لأن يعم الاستقرار في كل الأنحاء..
أنت تريد أن تنشر الخوف بين الناس..
ونحن نريد أن نغرس الطمأنينة والسكينة في قلوب الناس..
أنت تريد أن تسيل الدماء على الطرقات وفي البيوت وفي ساحات الأماكن العامة..
ونحن نريد أن نحفظ دماء الناس ونصون أعراضهم.. في كل مكان.. في العمل والطريق والمسكن..
أنت تريد أن تقتلع الفرح من عيون الأطفال.. وتلطخ دمى اللعب.. وساحات المرح ومراجيح العيد..
ونحن نريد أن نزرع الابتسامة على شفاه الأطفال... ونطلقهم يتحركون ويلعبون ويمرحون في كل مكان يريدون.. وفي كل وقت يشاؤون..
أنت تريد أن تبكي النساء.. يموت الآباء وتترمل الأمهات.. وتتشتت الأُسر.. ونحن نريد أن نحافظ على سلامة الأسرة.. وتلاحم افرادها.. ووحدة أركانها..
أنت تريد ان تفجر المبنى.. وتنسف الجسور.. وتقتل الشجرة.. وتعطل الطريق.. ونحن نريد أن نبني المسكن.. ونعمر الأرض.. ونزرع الشجرة والبستان.. ونقطف ثمار القمح والتفاح والرمان.
أنت تريد أن تنشر السلاح والدمار والخراب..
ونحن نريد أن نزرع الخير والأمل والحب والتفاؤل..
أنت تريد أن تقف أمامنا كل الحواجز.. وتضع في وجوهنا كل المتاريس..
ونحن نريد أن نفتح الأبواب.. ونشرع أعلام التراحيب ونستضيف كل الزوار..
أنت تريد أن تغتال الأمن وتقتل الرجال الذين يسهرون ونحن نيام..
ويدفعون بغاليهم ورخيصهم في سبيل أن نستقر ونأمن ونعيش ونفرح..
أنت تريد أن ترهب المواطن والمقيم.. وكل من يستظل بأمن هذه الأرض.. رغم عهود الشريعة.. والأعراف.. ومواثيق الوفاء والشهامة..
ونحن نريد أن يكون الأمن لنا.. والأمن منا.. والأمن حولنا.. والأمن في كل مكان نسير إليه.. والأمن في يومنا وليلنا.. وعصرنا.. وفجرنا.. وفي كل لحظة هي لنا..
أنت تريد أن تمزق أوراق صحفنا.. وشاشات معارفنا.. وتحرق كتبنا.. وتكسر أقلامنا.. وتدفن كل ما هو لنا.. وكل ما هو معنا.. وكل ما هو تحتنا وفوقنا..
أنت أيها الإرهاب تريد أن يغطينا التراب إلى رؤوسنا وتكسونا الرمال إلى آخر أحيائنا.. وتغرقنا البحار.. ونتوه في ظلمات الليل الذي لا ينتهي.
أنت تريد أن يموت الفرح فينا.. وتتجمد الابتسامات على أفواهنا.. وتغرق أعيننا بالبكاء والحزن والآلام..
أنت تريدنا أن نكون هكذا.. في الحزن والألم والموت والفراق والخراب والتدمير.. ونحن نريد أن نكون غير هذا.. وغير الذي أنت تتمنى لنا.. وغير الذي تريدنا أن نغرق فيه.. ونبكي عليه..
ولكنّا بخير والحمد لله..
فنحن نزرع الخير.. ونبني الحياة.. ونفرح في كل اتجاه..
نحن نعيش اليوم والغد.. وأنت تموت اليوم والأمس..
نحن ندافع عن أهلنا وربعنا ومن يعتصم بنا..
وأنت تطعن الأهل.. وتقتل الحياة في الطفل والشيخ والمرأة..
نحن بخير والحمد لله..
ونحن كما عهدنا أنفسنا مع الخير دائماً.. وإلى الخير أبداً..
(* ) رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلوم الاتصال أستاذ الإعلام المساعد بجامعة الملك سعود
|