لو لم أكن ساكناً ومقيماً في الرياض طوال الفترة الماضية - حتى إجازة العيد لم أغادرها لظرف لدي - لخلت أن «الرياض» من خلال ما أقرأ وأسمع تعيش وسط غابة من الخوف حماها الله وحمى كلَّ شبر في بلادنا..!.
لقد أصبحنا كل يوم نقرأ عن «سفارة» تحذِّر رعاياها.. و«أخرى» تعلن عن أعمال إرهابية متوقعة، و«ثالثة» عن تخوفات أمنية على مبنى سفارتها، وتتصفَّح «الإنترنت» فترى ما يخيف ويفزع من تهديدات وتوقعات «إنترنتية» في الرياض والمملكة بشكل عام..!!.
ولكن الواقع غير ذلك، والنتيجة - بحمد الله - أن لم يحدث شيء عدا ما حدث في رمضان من عمل إرهابي نشاز.
لذا علينا ألاَّ نعيش «البلبلة» داخل نفوسنا، وهذا بالطبع لا يعني عدم التيقُّظ والعمل، إن التخمين شيء قد يحدث وقد لا يحدث، وإذا ما حدث فهو نادر، وإذا ما صدقت «تخمينة» واحدة فقد ذهبت عشرات التنبؤات الأمنية أدراج الرياح بحمد الله.
إن علينا أن نأخذ مصدر المعلومات من رجال الأمن في بلادنا الذين يعايشون الوضع الأمني وليس من جهات تسمع وتخمِّن وبيننا وبينهم بحار وجبال وسهول، وكل ما تعتمد عليه تكهنات وتخمينات وحديث المجالس في «غرف الإنترنت»!
***
** وكم شدني المسؤول الأمني الذي قال معلقاً - كما أوردت صحيفة الجزيرة بداية الأسبوع الماضي 11/10/1424هـ - على تحذيرات بعض السفارات بالرياض لمواطنيها إذ قال: «إن التحذير الأمريكي من هجمات إرهابية جديدة ضد المجمعات السكنية التي يقطنها الأمريكيون هي مجرد تكهنات ولا يوجد دلائل مؤكدة عليها» وأضاف: «إن من حق أي دولة أن تطمئن على رعاياها ولكن بالتنسيق مع الجهات الأمنية المختصة، وليس بإصدار تحذيرات تثير البلبلة فقط»!
وقد صدق هذا المسؤول الأمني، فلم يحدث شيء بحمد الله، ونسأل الله ألا يحدث شيء، وقد ثبت أن تلك التحذيرات مجرد توقعات أثارت البلبلة وقتها ليس إلا!
***
** أذكر صديقاً عزيزاً من بلد عربي اتصل بي عندما وقعت انفجارات مجمَّع المحيا بالرياض يطمئن عليّ، وعندما رآني أتحدث إليه بشكل طبيعي، وأقول له: إنني في الرياض ولم أعلم بالتفجير الآثم، إلا من ذات الوسيلة الإعلامية التي علمتَ أنتَ عن طريقها فاطمئن، عندها أدركت أن عاصمة بلاد الحرمين، تعيش أمنها رغم إرجاف المرجفين.
إن مَنْ يعيش ويسمع ويرى الصورة خارج المملكة هو - بلا شك - غير من يعيش داخلها بحمد الله!
لقد صدق الله القائل: {الذٌينّ قّالّ لّهٍمٍ النَّاسٍ إنَّ النَّاسّ قّدً جّمّعٍوا لّكٍمً فّاخًشّوًهٍمً فّزّادّهٍمً إيمّانْا وقّالٍوا حّسًبٍنّا اللَّهٍ ونٌعًمّ الوّكٌيلٍ} [آل عمران: 173].
إن إيماننا بربِّنا هو ما نركن إليه ونطمئن إلى جنبه، ثم قناعتنا بقدرات ويقظة رجال الأمن الشرفاء الذين نرى ونعايش أعمالهم البطولية في القبض على المجرمين، وإحباط خطط الإرهابيين والقبض على التفجيريين اليائسين!.
***
** إن أكبر مؤشر على استقرار بلادنا هو «مؤشر» لا يحابي ولا يجامل ألا وهو «مؤشر الاقتصاد» سواء في مجال الأسهم أو العقار أو مجالات التجارة والاستثمارات الأخرى، ولم يلحظ الناس أو المراقبون عليها أدنى تغيير، بل إن أسعار الأسهم تزداد، والعقار تبلغ صفقاته مئات الملايين!
إن هذا بالطبع - مرة أخرى - لا يجعلنا نحن المواطنين نركن إلى الغفلة، بل نكون على يقظة تامة، ونقف مع رجال الأمن الذين نعرف أن عيونهم متيقظة، فالوطن وطننا جميعا، والأمن أمننا جميعا.
***
** وبعد!
أختم مقالتي بما تعهدت أن أختم به كل مقال حتى يتم القضاء على آخر فلول الإرهابيين في هذا الوطن.
* «رب اجعل هذا الوطن آمنا».
***
** طفولة وأمن**
** في إحدى صباحات الرياض العزيزة مررت بإحدى روضات المدارس وإذا بالأطفال الحمائم والطفلات الجميلات كالغيمات يدخلون ويدخلن - بأمان الله - إلى روضتهم وفي قلوبهم أمطار من الأمل وفيض من البراءة لم أملك عندها دمعة طفرت من عيني..!
عندها دعوت الله - من قلبي - وقد غابوا عن عيني أن يحفظ الله هذا الوطن ليظل أبداً واحة نماء، ودوحة أمن لرجاله ونسائه، لشبابه وأطفاله وطفلاته..!
ف 014766464
|