للتاريخ رائحة.. و«للمكان» ذكرى.. وفي «الزمن» ذكريات.. «فالمدنُ» هي الناس تسير.. و«الناس» هم المدن تستثير..!
** للغبار طعم.. لا يعرفه ساكنو القصور.. وللطين عبقٌ تتوارى عنده روائح الزهور.. فهنا كان «مشراقُ» جَدِّه.. ورحى «جدته».. هنا سار مع أبيه على «الرّمل».. وخلف أمه إلى «الحقل».. ومع جدته بين «الأثل»..!
** نمارس «عقوقنا» مع «المرافئ العتيقة».. فلا نجد آثار «ثلث قرن».. ونزور العالم فنرى آثار قرون..!
** لم يبق له من ذكريات «الصِّبا» التي لم تتلون «ببلادة» الأسمنت سوى مسجد تاريخيّ يروي حكايات «أجيال» مرّت في «الخُريزة».. و«العَقِيليّة».. و«المجلس».. و«الجوز».. و«باب العقدة».. و«سوق القصر».. وانتهت بمساحة لا تتجاوز فناءً خارجياً لبعض منازلنا المسكونة «بالصقيع» و«الوجوم»..!
** نغتال «التاريخ» لعيون «الجغرافيا».. ويبقى مسجد «الخُريزة» الصغير شامخاً.. نرددُ له مع «أبي ريشة»:
«... وبقيتَ وحدَك فوق هذا الصخر وِقفةَ عُنفوان..»
وثبَ الخيالُ إلى لِقاك وردَّ وثبتَهُ العيان..
وتكلّمتْ أحجارُك الصماءُ مشرقةَ البيان..
** القديم وجهُنا الجميل..!
|