لاريب أن فتاتنا وصلت إلى درجة من الوعي بتنا معه نلومها على كل هنة فيها. أصبحنا نطلب من فتاة المدرسة أسلوبا في الحياة يختلف كل الاختلاف عن أسلوب الأمهات والجدات.
نعرف في حياة الجدة البساطة. فهي تقضي نهارها بمنزلها، وتركن في الأصيل إلى جاراتها ومعارفها. تحدثهن حتى تأفل الشمس، وهي مع هذا لا تبخس منزلها حقه.
وأسلوب فتاتنا اليوم لم يتغير في شيء تلتحق بمدرستها نهارا وتقضي أمسيتها بين زميلاتها وصديقاتها.
وفي هذا الموضوع حدثني صديق يستعد لتحضير رسالة ماجستير ويعمل مدرسا في الوقت نفسه وهو متزوج وتعمل زوجته بالتدريس أيضاً قال إنه يلاقي عنتا شديدا في تجميع مواد رسالته. بل في ترتيبها وكتابتها واستيعابها والسبب زوجته، فبينما كانت تعاونه كثيراً عندما كانا خارج البلاد فقد كانت تملي عليه ما يريد من مواضيع، إلا أنها الآن شغلت بشيء آخر. فما أن تعود من مدرستها وينتهيا من تناول الغداء وشرب الشاي حتى تزورها مجموعة من الصديقات ويعقدن جلسة كلام إلى ما بعد انتهاء صلاة العشاء، انه يعرف أن للزيارة مناسباتها. وأن للأحاديث أوقاتها.
ولكن ما معني هذا الاجتماع النسائي اليومي السائر في جدول معد متكرر، فاليوم عند زينب وغدا عند سلمى وبعد غد عند ... الخ.
والمسألة ليست مسألة زوجته فحسب. فالعادة متفشية بشكل واسع والأمر من ذلك أن بعضهن يعتبرنه من مقتضيات الحاضر.
|