تشير التقارير الأخيرة التي نشرتها معاهد الأبحاث الطبية الألمانية إلى أن الضجيج والازعاج اللذين يسمعهما ويعيشهما المرء سواء في المعمل أو الشارع أو المسكن لهما أكثر خطورة مما كان يتوقعه الخبراء المختصان. إنها يؤديان بمرور الزمن إلى تقصير عمر الانسان أو بعبارة أوضح إلى الاسراع بمماته.
وكان الرأي السائد في معظم الأوساط المختصة أنه بإمكان الإنسان أن يتعود بمرور الزمن على العيش في وسط الضجيج والازعاج وبالتالي عدم الاحساس بهما، ولكن الابحاث الأخيرة تشير بوضوح لا يقبل الشك إلى:
1- ان تعود اذن الانسان على سماع الضجيج والازعاج ليس معناه عدم الشعور أو الاحساس بهما أو عدم الحاق الضرر بصحته حيث ان احساسه الداخلي يبقى يتأثر بهذا الازعاج بسبب الاهتزازات التي يحدثها في شبكة المخ والقلب والأوعية الحساسة الأخرى في الجسم.
2- ان استمرار سماع الانسان للضجيج والازعاجات الخارجية معناه استمرار الهزات غير الطبيعية في شبكة المخ والحركة الدموية التي تؤدي بمرور الزمن إلى النرفزة وسرعة غضب الانسان لأسباب عادية فقط، وكذلك سرعة تناوله الطعام وعدم انتظام دقات القلب وإلى غير ذلك من الأعراض الأخرى.
ولكن معظم الناس يعتقدون بأن هذه الأعراض شيء طبيعي وعادي وليست خطرة على حياتهم، وهذا اعتقاد خاطئ.
3- شعور الانسان بالتعب والارهاق الدائم سواء أثناء العمل أو بعده وسبب ذلك هو الهدوء الشامل الذي يسيطر على دماغ الانسان بعد توقف الضجيج والازعاج، وقد يستمر هذا الهدوء (التعب والخمول) عدة أشهر وخاصة أثناء الراحة ولهذا يلاحظ المرء أن القسم الأعظم من الذين يتمتعون باجازاتهم السنوية في المناطق الهادئة يعودون وكأنهم مرضى وهذا من خطر تأثير الازعاجات والضجيج.واختتمت المعاهد العلمية المختصة تقاريرها هذه بالقول- ان العوامل المذكورة لابد من أن تودي بمرور الزمن إلى تقصير عمرالانسان بضعة أعوام أو اصابته بمرض عقلي أو تعرضه للنوبة القلبية أو غير ذلك.
ولهذا ينصح الأطباء الألمان بما يلي:
1- أن تحدد مناطق السكن بعيدة عن المصانع والطرق المزدحمة كي يتمكن الانسان من نسيان أو التخلص من الازعاج الذي كان مضطرا لسماعه في العمل أو في الشركة أو غير ذلك.
2- تحاشي الانفعالات النفسية السريعة واتباع الأسلوب الهادئ في حل بعض مشاكله العائلية والعملية، وممارسة الرياضة أثناء العطل الرسمية.
3- مراجعة الأطباء فور شعور الشخص بعدم انتظام دقات القلب لغرض المعالجة قبل استفحال الخطر.
|