في مثل هذا اليوم من عام 1990 وفي قرار مفاجئ يعكس التخبط الذي يعيشه النظام العراقي وسوء التخطيط والتوتر الدائم الذي انعكس على العلاقات بين أفراد النظام الحاكم، والقلاقل المستمرة والتصفية للقيادات والعزل دون إبداء الأسباب قرررئيس النظام العراقي صدام حسين عزل وزير دفاعه الفريق أول ركن عبدالجبار شنشل.. وتعيين وزير جديد للدفاع هو الفريق ركن سعد طه عباس الذي كان يشغل منصب المفتش العام للقوات المسلحة.
ويربط المراقبون بين عزل وزير الدفاع وقرار عزل رئيس الأركان قبل أسابيع.. حيث أكدوا أن ذلك يعكس الهوة الشاسعة التي تفصل بين صاحب القرار في العراق وهو صدام حسين وبين القادة العسكريين الذين يرفضون الاستمرار في احتلال الكويت وتحدي المجتمع الدولي باعتبار ذلك تعنتا قد يفني القوات المسلحة العراقية بأسرها.
وأرجع المراقبون قرار عزل شنشل إلى أنه يأتي في إطار قرارات صدام التي لا تستند إلى أي مبرر.. وهي في نفس الوقت ترفض أي نصح أو مخالفة لرأيه.. وتعكس حجم التوتر الذي يعيش فيه صدام بعد الأنباء التي ترددت حول تذمر القوات العراقية الموجودة في الكويت والضغط النفسي الهائل الذي تعيشه هذه القوات بعد قرار مجلس الأمن الدولي باستخدام القوة لاجبار صدام على الانسحاب من الكويت.
وقد نقل عن المراقبين والجنود العراقيين الفارين إلى تركيا ان القوات العراقية المتواجدة في الكويت تعاني انخفاضا هائلا في الروح المعنوية بعد قرار مجلس الأمن الأخير.. ورفض صدام حسين المتكرر لنداءات السلام.
ويؤكد هؤلاء المراقبون أن صدام شرع منذ شهرين في عزل عشرات القادة وكبار الضباط في كافة قطاعات القوات المسلحة بعد تصاعد حالة العصيان والإعلان عن رفض الاستمرار في تنفيذ الأوامر بالبقاء في الكويت.
|