ماركوني يرسل أول رسالة لاسلكية عبر الأطلسي

  في مثل هذا اليوم من عام 1901، بعث ماركوني بأول رسالة لاسلكية عبر المحيط الأطلسي.
وقد بعث الفيزيائي والرائد في مجال الراديو جوجليلمو ماركوني بنجاح أول رسالة بالراديو عبر المحيط الأطلسي. لقد دحض ما قال به المنتقدون من أن المحيط وإنحناء الأرض (كرويتها) سيعوقان الإرسال لمسافة 200 ميل أو دونها.
لقد انطلقت الرسالة -التي استخدمت فيها رموز موريس الشفرية- لما يزيد عن 2000 ميل من بولدو في كورنوول بإنجلترا إلى نيوفاونلاند في كندا.ماركوني المولود في بولونيا في إيطاليا عام 1874 لأب إيطالي وأم أيرلندية، درس الفيزياء وغدا شغوفا برسائل موجات الراديو بعد علمه بتجارب الفيزيائي الألماني هينريك هيرتز. بدأ ماركوني تجاربه الخاصة في بولونيا في مطلع عام1894 وسرعان ما نجح في بعث إشارة راديو لمسافة 5،1 ميل. نتيجة لعدم حصوله على تشجيع على تجاربه في إيطاليا، توجه ماركوني إلى انجلترا في عام 1896، حيث أنشأ شركة خدمة برقيات لاسلكية، سرعان ما بدأت في بعث الرسائل اللاسلكية لمسافات تبعد 10 أميال. في عام 1899، نجح ماركوني في بعث رسالة عبر القنال الانجليزي، في ذلك العام، قام ماركوني بتزويد سفينتين أمريكيتين بأجهزة إرسال كيما تقوم بإرسال تطورات السباق الأمريكي على كأس الزوارق للصحف في نيويورك.أثارت تلك الخطوة اهتماما واسع الانتشار بماركوني وشركته اللاسلكية. جاء أعظم إنجازات ماركوني في 12 ديسمبر 1901، حين تلقى رسالة بعثت من انجلتراإلى سانت جونز في نيوفاونلاند، أكسبته تلك الرسالة العابرة للأطلسي شهرة عالمية، للمفارقة، كان منتقدو المشروع مصيبين حين قالوا إن موجات الراديو لن تسير في موازاة مع إنحناء الأرض، كما أعتقد ماركوني، في الواقع، لقد إنطلقت إشارة الراديو التي بعث بها ماركوني عبر الأطلسي نحو الفضاء قبل أن تنعكس خارج الغلاف الجوي المتأين وترتد لأسفل صوب كندا. ما يزال يتعين معرفة الكثير حول القوانين المتعلقة بموجة الراديو ودور الغلاف الجوي في رسائل الراديو، ويواصل ماركوني القيام بدور رائد في الاكتشافات والابتكارات الخاصة بالراديو خلال العقود الثلاثة التالية.
في عام 1909، تم منح ماركوني جائزة نوبل في الفيزياء بالمشاركة مع مبتكرالراديو الألماني فيرديناند براون، بعد نجاحه في بعث رسائل بالراديو لمسافات كتلك التي تفصل انجلترا عن أستراليا. حول ماركوني جهوده إلى الموجات الأقصر للراديو، والأكثر قوة. مات ماركوني في عام 1937، وفي يوم تشييعه صمتت كافة محطات هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) لمدة دقيقتين تعبيرا عن الثناء لمساهماته في تطور الراديو.