السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد سعدنا وسررنا (ويعلم الله) كخليجيين أولا وكعرب ثانياً، وكآسيويين ثالثا بتبوئكم رأس هرم المسؤولية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
** ومصدر سعادتنا وسرورنا.. بل واعتزازنا لم يكن من قبيل الاندفاع غير المحسوب من انكم تحملون عصاً سحرية تستطيعون من خلالها حل مشاكل هذا الاتحاد وسلبياته المتراكمة على مدى عقود من الزمن بين عشية وضحاها بقدر ثقتنا بأنكم ستعملون وتجتهدون في حلحلتها واجتثاثها من جذورها.
** كذلك لم يكن من قبيل الطمع في حصولنا كأبناء عمومة على مميزات لا نستحقها على حساب غيرنا.. وعلى حساب ضمير الاتحاد، لأنكم ان فعلتم ذلك فلستم بأهل للأمانة الجسيمة، ولا الثقة الغالية التي حظيتم بها.. وان نحن طلبنا ذلك فإننا لا نستحق الاحترام.
** وإنما كان ومازال مبعث فخرنا وآمالنا معاً هو وضع حد للكثير من «التعسفات» التي مورست بحق الكرة السعودية من قبل هذا الاتحاد ردحاً من الزمن دون وجه حق.. اللهم إلا إذا كان ما حققته من انجازات مشرفة كان لها الفضل بعد الله في إبراز اتحاد القارة وانتشاله من موقعه المتخلف الذي يحتله في قائمة اتحادات العالم على كل المستويات جناية تستحق عليها العقاب وأجزم أنكم لستم بحاجة إلى التذكير بتلك الانجازات بقدر الحاجة إلى ان تؤخذ في الحسبان من قبل الجميع.. بأن لا تكافأ بالجحود، والتقصّد أحياناً كثيرة على طريقة «سنمار» على أقل تقدير؟!.
** مثال على ذلك سنّ العالم قاطبة بكافة فئاته الكروية سواء المتقدم أو المتوسط، أو حتى ما دون ذلك فرمانا يقضي باختيار واعلان (نادي القرن) أو (فريق القرن)، وترك للاتحادات القارية حرية أو مهمة الاختيار والتنصيب وفقاً لحيثيات ومعايير تحتكم في مجملها إلى أفضليات ومحصلات لا تحتاج في رصدها وتحديدها إلى فلسفات أو تنظيرات بقدر حاجتها إلى خلو النوايا من الاهواء؟!.
** واستجابت الاتحادات القارية الكروية جميعها.. وأعلنت على الفور أسماء الأندية التي تم تنصيبها في كل قارة بناء على رصد دقيق لمنجزات كل ناد تم تنصيبه دون لف أو دوران.
** الا الاتحاد الآسيوي الموقر.. فقد ضرب صفحاً.. وأدار ظهره لذلك المسلك الحضاري الذي تفاعل وتعامل معه العالم بأريحية وحضارية كشفت مدى عمق الهوة في مستوى الوعي واستشعار المسؤولية عندنا وعند بقية العالم؟!.
** وعندما تم تنصيبكم رئيساً للاتحاد الآسيوي استشعرنا خيراً كما سبق ان أشرت في مستهل هذه الرسالة.. وذلك بالبدء في تصحيح قائمة الأخطاء المتراكمة بحسب الأهمية والأولوية.. والتي من أبرزها وأهمها بطبيعة الحال مسايرة اتحادات العالم المتحضر باختيار وتنصيب نادي القرن الآسيوي كخطوة أولى على طريق التصحيح والتحديث، كضرورات ومتطلبات ملحة ولازمة في سبيل التطور ومواكبة الركب الحضاري والعصرنة.. ولكي نثبت للعالم أننا جزء منه، وأننا لسنا أقل منه في شيء.. وأن تصرفاتنا نحن هي التي إما ان ترفعنا إلى مصاف العالم المحترم.. وإما ان تبقينا في خانة التخلف، والتجمد؟!
** لاسيما ان الناس كانوا أو مازالوا يتداولون في مجالسهم مجموعة ضخمة من التساؤلات عن الآليات والرؤى والأفكار والتوجهات التي ظلت تتحكم في الكثير والكثير من قرارات الاتحاد الآسيوي.. وكيف انها ظلت أو بقيت كما هي دون تغيير أو تصحيح ملموس رغم ان رأس السلطة فيه قد تغير ؟!
** فالناس مثلاً: يتساءلون ماهو مبرر الاتحاد الآسيوي في عدم تنصيب نادي القرن الآسيوي أسوة ببقية اتحادات قارات الدنيا.. ولم كل هذا التعنت ؟!.
- هل لأنه يرى نفسه أكثر وعياً وفهماً وحضارية من بقية خلق الله.. وهذه فيها نظر؟!.
- أم أنه يرى نفسه في موقع «دوني» لا يمكنه من خلاله مواكبة الركب الحضاري المتسارع.. لذلك فالأمور تتساوى في نظره؟!
** والناس يتساءلون، ويلحون في طرح السؤال الأهم والأبرز عن دور «سعادة» السكرتير، أو الأمين العام للاتحاد.. ويقرنون في تساؤلاتهم بين موقفه الرافض لفكرة ترشيح وتنصيب نادي القرن إبان حقبة الرئاسة السابقة، وبين استمرار سريان ذلك الرفض حتى في ظل وجود الرئاسة الجديدة صاحبة الخبرة الدولية العريضة والذهنية الشابة المتفتحة المستنيرة.. وكيف ان النفوذ الطاغي لسعادته أوسع وأكبر من ان يتزحزح أو يتأثر قيد أنملة لمجرد ان هذا الرئيس ذهب والآخر جاء؟!!.
كذلك يتساءل الناس عن موقف الاتحاد المحترم فيما لو ان النادي الأحق بذلك اللقب الشرفي من اليابان أو كوريا أو قطر مثلاً.. أو حتى من الإمارات.. هل كان سيمارس نفس الدور، ويتخذ ذات الموقف.. أم ان الأمور كانت ستأخذ منحى آخر بمعدل (180) درجة ؟!! ففي تقديري وتقدير كثر غيري ان اتحادنا المبجل كان سيتخذ في أي من تلك الحالات من التدابير والقرارات السريعة ما يجعله يفاخر بين نظرائه بما حققه من تميز يتمثل في كونه أسرع وأول اتحاد قاري يقوم بتنصيب نادي القرن.. وانه ما كان ليعمد إلى دس رأسه في الرمال مثلما فعل؟!.
** عموماً يا سعادة الرئيس: نحن كأبناء عمومة يهمنا (ويعلم الله) نجاحكم بالدرجة الأولى، إذ ان نجاحكم فخر لنا.. فضلاً عن ان ذلك النجاح سينعكس حتماً بالإيجاب على المسيرة المستقبلية لهذا الاتحاد المريض.
** كذلك فإن الفرصة مازالت قائمة لتدارك الموقف المتخاذل من قبل سلفكم.. وذلك بإعلان ترشيح نادي القرن الآسيوي كائناً من كان.. وعدم الرضوخ للضغوطات التي أجزم انها مورست عليكم بشدة سواء من داخل الاتحاد نفسه، أو من خارجه، وأجزم كذلك ان مصادر بعض تلك الضغوطات من هنا من بلدي.. وإنني أكاد أعرفها بالاسماء والسحنات؟! ولكن يظل الرجوع إلى الحق أفضل مليون مرة من التمادي في الباطل.
** ويظل الأمر الأكثر غرابة هو وقوف اتحادنا المحلي موقف المتفرج وكأن الأمر لا يعنيه، رغم ما يمتلكه من مبررات منطقية، وحيثيات وثبوتيات دامغة، فضلاً عن تأثيره المفترض على الساحة بحكم عضويته الفاعلة والمدعمة باسهامات الكرة السعودية المشهودة والمشرفة، والتي لم يستفد من مردوداتها سوى مكاتب الاتحاد الآسيوي وموظفيه من ذوي النفوذ الطاغي.
** فرغم مجمل الحيثيات والحقائق الساطعة لم يحرك ساكناً حيال ممارسة حقه كعضو بارز ومميز في اتحاد القارة بالمطالبة بحقوق أحد الأندية المنضوية تحت لوائه، واحقاقها وإثباتها.. ومن ثم فرضها بقوة الحجة، لا عن طريق الاستجداء، أو انتظار مكرمات قد تأتي وقد لا تأتي؟!!.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
آية كريمة
{إنَّ اللَّهّ يّأًمٍرٍكٍمً أّن تٍؤّدٍَوا الأّمّانّاتٌ إلّى" أّهًلٌهّا وّإذّا حّكّمًتٍم بّيًنّ النَّاسٌ أّن تّحًكٍمٍوا بٌالًعّدًلٌ إنَّ اللَّهّ نٌعٌمَّا يّعٌظٍكٍم بٌهٌ إنَّ اللّهّ كّانّ سّمٌيعْا بّصٌيرْا <ر58ر>} [النساء: 58]
صدق الله العظيم.
|