سعادة رئيس التحرير/ خالد المالك تحية طيبة
لقد سعدت بطرح الأخت لبنى وجدي الطحلاوي عن الفضائيات العربية المنشور بعدد الجزيرة (11325) في 1424/8/5
ولقد لامست جرحاً حقيقياً ينزف في جسد الأمة ألا هو إعلامها الذي ظل بعيداً عن مناقشة هموم الأمة وطرح قضاياها ولم يكن نصيبها منه إلا النذر اليسير بل تسببت بإحداث الفتن والوقيعة بين كثير من الدول العربية من خلال نبش الماضي بحوارات مشبوهة استضيف لها ممن تخصصوا بإشعال الفتن وتفننوا في تصنيع القصص والحكايات التي تزيد في إثارة الضغينة والأحقاد وإشعال لهيب نارها. والبعض منها ركز على جانب الفن والطرب والرياضة واستحوذ على النصيب الأكبر من برامجها وحرص على إحياء الليالي الحمراء بالغناء والرقص مع مشاهير الفنانين والفنانات في أحلك الظروف والمحن كما حصل لبرنامج سوبر ستار الذي حظي باهتمام إعلامي وبمتابعة جماهيرية وتظاهرات غنائية غير مسبوقة في التاريخ وبأصوات عربية تشرفت بإدلاء صوتها لفنانتها المحبوبة وبلغ مجموع الاتصالات على ذلك البرنامج (79550000) من مختلف الدول العربية وبتكلفة تقدر بمائتين وثمانية وثلاثين مليوناً وستمائة وخمسين ألف ريال نعم هكذا تفوق إعلامنا في مجال الفن والطرب، أقيمت هذه المعركة الغنائية في وقت تسفك فيه الدماء العربية وتمتهن كرامتها وتنتهك أعراضها جهاراً نهاراً من عصابات الاستعمار في العراق وفلسطين ولو طلب من إحدى القنوات الفضائية العربية تنظيم حملة خيرية لدعم الشعب الفلسطيني والعراقي ما وافقت ولو وافقت ما تسابقت الأصوات العربية إلا قلة قليلة.
ولقد صدقت الأخت لبنى بقولها مما يزيد الأمر خطورة هو التزايد الخطير في عدد الفضائيات التي تبث فقط من أجل الغناء والرقص والفيديو كليب، وكأننا نعاني من ندرة الغناء والرقص، والبعض منها ركز على الشأن الخارجي للدول الغربية وأحداثها وجعلها محور اهتمامه وغايته وهذا هو المؤسف، بينما أحداثنا ومآسينا الإسلامية والعربية يمرون عليها مرور الكرام لم يكن نصيبها من مداد أقلامهم إلا النذر اليسير، فمثلاً ذكرى إحراق المسجد الأقصى تلكم الجريمة البشعة بكل معانيها والتي أحدثت ردود أفعال دولية هل لقيت من الاهتمام الإعلامي والتفاعل والتعاطف الشعبي، وهل أحييت ذكرى مجزرة صبرا وشتيلا التي ارتكبتها الحماقة الصهيونية بحق الإنسانية وعلى سمع العالم وبصره ومع هذا يمرر الحدث المؤلم والمحزن كأنه لم يحصل.
ناصر بن عبدالعزيز الرابح/مشرف تربوي بتعليم حائل
|