تسوية شارون!!

ربما كان شارون رئيس وزراء إسرائيل ينتقل إلى الخطوة التالية المتوقعة باعلانه اقامة سلام من جانب واحد.. أي أنه سيفرض الحل الذي يراه.
والخطوة المستهجنة ليست مستغربة من متطرف مثل شارون لا يرى أن هناك من يعترض سبيله، بينما تسارع الدول الكبرى إلى تبرير أفعاله وجرائمه مهما كانت بشاعتها.
وهاهو الجدار العنصري الذي يبنيه يمضي في سبيله على الرغم من استهجان العالم كله له.. فما الذي يمنع شارون من تنفيذ كل مشاريعه؟
ويبدأ شارون حملته الجديدة لاقامة سلامه الخاص به بما يشبه كلمة الحق التي أريد بها باطل، فهو يتحدث عن عزمه إزالة بعض المستوطنات. ويورد في هذا المقام بعضا من جوانب مرئياته لهذه الخطوة بتقسيم المستوطنات إلى شرعية ولا شرعية، ومن ثم يقول ان الازالة ستركز على تلك اللاشرعية.
والمعروف أن كل المستوطنات التي أقامتها إسرائيل هي غير شرعية في نظر القانون الدولي.
وبناء على مرئيات شارون فان الجدار العنصري الذي يبنيه سيضم إليه تلك المستعمرات التي يسميها بالشرعية بعد أن تتم ازالة المستعمرات غير الشرعية.
وفي معرض تقديمه لخطته قال شارون: ان اسرائيل يمكنها أن تقوم بتدابير متفردة في الأرض المحتلة في حالة فشل خطة السلام المسماة خريطة الطريق.
وليست الخطورة فقط فيما يقوله شارون وإنما في السكوت الدولي تجاه ما يقوله ويفعله إلى الدرجة التي يعتقد معها أن تتحول تلك الكلمات إلى واقع فعلي.
ولا يمكن اغفال رد الفعل الفلسطيني هنا وهو يتمثل حاليا في تصريحات من السلطة الفلسطينية تحتج على هذا النهج الانفرادي بالسلام.
غير أن رد الفعل سيتطور وفقا لما سيفعله شارون على أرض الواقع، وعندما تصل الأمور إلى نقطة حاسمة فان الفلسطينيين سيهرعون إلى الاستعانة بكل شيء من أجل الحفاظ على ما تبقى لهم من أرض بما في ذلك السلاح. وعندها ستهب الكثير من دول العالم بما في ذلك دول عظمى لتصف رد الفعل الفلسطيني بالارهاب، من ثم تمضي تسوية شارون وسط ادانة كبرى لحق الفلسطينيين في الحفاظ على حقوقهم.