|
|
يعد موضوع الهوية الثقافية لدى الأطفال في المجتمع المعاصر من الموضوعات ذات الجدل الفكري المتعمق حول أهلية الطفل لأن تكون لديه هوية ثقافية ذاتية أصلاً، ناهيك عن أن يكون فاعلاً في تكوين تلك الهوية وترتيب عناصرها وتحديد سماتها. وتبرز - في مجال الإعلام والاتصال - أهمية خاصة لفهم طبيعة العلاقة بين وسائل الإعلام والهوية الثقافية للطفل لا تزال تزداد عمقاً وتعقيداً، حيث إن التوجه العام لفهم هذه العلاقة يشير إلى تجريم بيئة الطفل اتصالياً. فالطفل غالباً ما يوصف بأنه مستقبل سلبي، حيث ينبغي على الكبار ممارسة الدور الكامل في تحديد ما يتلقاه الطفل وما يتعرض له، لأنه عاجز عن أن تكون لديه إرادة ثقافية خاصة يمكنه من خلالها انتقاء مكونات هويته الثقافية. ولكن بالمقابل تؤكد مصادر أخرى - عنيت بدراسة الطفل - واتسمت بقربها الزمني من واقع التغيرات التي تشهدها بيئة الاتصال المعاصرة، ومكونات الهوية الثقافية المتغيرة - أهمية التحول المهم في النظرة للطفل ولأهمية دوره الفاعل في اتخاذ القرارات المتعلقة بوسائل تكوين ثقافته وتحديد هويتها. وقد أكد المنتدى الإعلامي الخليجي حول التلفزيون وحقوق الطفل، (الذي نظمه، مكتب الأمم المتحدة «اليونيسيف» في دول مجلس التعاون الخليجي، خلال شهر فبراير من العام 2002م وبمشاركة المجلس العربي للطفولة والتنمية، وعدد كبير من الهيئات والمنظمات والمؤسسات الحكومية والخاصة والأفراد المعنيين بهذا المجال الحيوي في العالم المعاصر)، أهمية الاعتراف الصريح بأن بيئة الطفل المعاصر تبدو بيئة مميزة وخاصة لم تعد تصدق عليها كثير مما كانت تخلص إليه بعض المؤتمرات المتقادمة، وأشارت تلك الرؤية بوضوح إلى أن الطفل بات مؤهلاً لأن يشارك في تكوين ثقافة المجتمع بدلاً من أن يكون متلقياً سلبياً لتلك الثقافة، في هذا الإطار أشارت توصيات المنتدى، على لسان الأطفال إلى (أننا ندعو القائمين على المؤسسات الإعلامية الخليجية إلى تغيير نظرتهم التقليدية لنا، إننا هنا اليوم لنؤكد للجميع بأننا قد تغيَّرنا، وأن احتياجات واهتمامات أطفال القرن الحادي والعشرين تختلف عن احتياجات واهتمامات الأطفال في أوائل القرن الماضي، وبدون إدراك المسؤولين لهذه الحقيقة، فإن مصير جميع الرسائل الإعلامية الموجهة لنا هو الفشل في حال عدم الأخذ بعين الاعتبار مطالبنا التي تعكس همومنا وطموحاتنا). |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |