من يمنحني لحظةَ هدوءٍ مِنْ لحظاتِ هدوئِه ؟!
ومن يناولني شَربةً من نهر رُوائه، أبلُّ بها صدى عطشي لصمت الجوانح ؟!
وهديرٌ هديرٌ داخل هذا التَّركيب الإلهي فيَّ، لا يهدأ، ولا يُروى...
منذ أن انقضَّ أوَّلُ بناءٍ لصرح السَّكينةِ مع انبعاث أوَّلِ طلقةٍ دوَّت في سماء المدينة، وانبجست عروق الإنسان تهدر الدَّم...، وتستدعي الحيرة...
الآن....
النَّاس كلُّ النَّاس تخوض.... تلوك... تهدر
وبدأنا نفتح دفاتر الأيَّام التي مرَّت بنا...
وبدأنا نتساءل لماذا؟ وكيف؟؟ ومنذ متى ؟، وأين ؟.....
وهناك من يتعاطف لدموع أمٍّ، وإنكار وليٍّ، وحيرة أقارب؟!
ولكن أينهم؟ ليس الأمُّ وحدها، ولا الوليُّ وحده، ولا الأقارب وحدهم؟
أين؟ الجميع أين ؟!
أين من كان يسمع ولا يسمع، ويرى ولا يرى، ومسؤول ومتخلٍ عن مسؤوليته، وعارفٌ ومتجاهلٌ لما يعرف،....
أين من كان الأمن عنده أن يمشي في الشَّارع ولا من يعتدي عليه، وينام في الدَّار وبابه مشرع، ولا من يقتحمه، أو يتسلَّل منه، ويتحدَّث ولا من يحاسبه، ويعمل ولا من يراقبه...
فاطمأنَّ، وأطلق لهذا الاطمئنان حباله...، حتَّى تداخلت وتعقَّدت، وغدت مواقف يتعثَّر بها، وقضيَّة تقضُّ مضجع اطمئنانه، واطمئنان مَن حوله...
لماذا كان الآباء، والمعلِّمون، والمفكِّرون، والإعلاميُّون، والمربُّون، ورجال الأمن، ومسؤولو البرامج في المؤسَّسَات الاجتماعيَّة لا يفكِّرون إلاَّ في حدود اللَّحظة، وينتهي تفاعلهم بانتهائها...، لماذا لا يسأل الجميع عن هذه اللَّحظة وما كان لا بدَّ أن يحدث فيها من المتابعة، والاهتمام، واليقظة...
هل يكفي عند غياب الابن أو الزَّوج أو الأخ، أو خروجه غاضباً أو رافضاً لموقف، أو مناقضاً فيه أن تُذرف الدُّموع ومن ثمَّ تُجفَّف، ويُعلن عليه غضب الأسرة، ومن ثمَّ ليذهب إلى الجحيم ؟!
فأيُّ جحيم هذا الذي زُجَّ فيه ؟! وأيُّ نتائج كانت لهذه المواقف السَّالبة ؟!...
الوطن/ الآمن
الوطن/ المتضافر
الوطن/ السَّلام
الوطن/ الحب
الوطن/ الإيمان
يحتاج إلى إعادة صياغة لجميع الشُّؤون فيه...
وشؤون الوطن/ الإنسان
والإنسان مسؤولٌ عنه الإنسان، بدءاً بالرِّحم الذي يحمله، والظَّهر الذي يُنجبُه، وانتهاءً إلى حارس الأمن، والفضيلة، في معاقل، ومشارف طرقات الوطن.
فمن يُنبئُ ببدء المسيرة.
يمنحني بارقةَ هدوءٍ، وبذرةَ اطمئنانٍ، ورشفةَ رُواءٍ ؟!
|