Friday 12th december,2003 11397العدد الجمعة 18 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الجنوح المؤدي للسلوك الإجرامي «رسالة إلى مجلس الشورى» الجنوح المؤدي للسلوك الإجرامي «رسالة إلى مجلس الشورى»
مندل عبدالله القباع

كان الاسلام ومازال وسيظل مهد الحضارة والمسلمون على مر الزمان سباقون في عملية التحضير وانشاء المدن وتطوير المجتمعات وبناء صرح الاخلاق على مستوى الفرد والمجتمع من خلال ديننا الحنيف الذي يحض على مكارم الاخلاق.
وقد لوحظ في الآونة الاخيرة بعض التسيب من قبل بعض الطلبة المنحرفين في صورة اعتداءات على مدرسيهم بآلات حادة وايضاً الاعتداء على سياراتهم وممتلكاتهم الشخصية.
وهذه الظاهرة الخطيرة التي تنذر بالخطر يجب تداركها في بدايتها بصورة حازمة وقوية لضمان سير العلاقة بين الطالب والاستاذ بشكل صحيح.
فالاستاذ الى جانب تدريسه المادة يقوم بعملية التربية حيث ان بعض الطلبة يحاول التقليل من اهمية ما يقوله الاستاذ والاستهزاء به لعجزه عن فهم المادة والتمشي مع شرح الاستاذ وقد يقوم بذلك خفية او علناً، فإذا كان الاستهزاء خفية فهو سوء سلوك اما اذا وصل الى درجة الاعلان فهو جنوح مؤدٍّ الى السلوك الاجرامي فماذا نسمي التعدي على الاستاذ بالضرب بآلة حادة ام ماذا نسمي التعدي على ممتلكاته وسيارته بهدف الاضرار.
واذا كانت العلاقة بين استاذ معين وطالب معين يمكن ان تصل الى هذا الحد ويقوم الطالب بهذا التعدي والاعتداء و لم يكن لدى الاستاذ سوى استدعاء ولي الامر الذي يعاني هو ايضا من سوء سلوك وجنوح ابنه وحرصاً على مستقبله يسامحه الاستاذ وبالتالي يفلت من العقاب وبالتالي يكرر فعلته مع نفس الاستاذ او استاذ آخر.
ان الامر يتطلب اصدار عقوبات رادعة لمثل الحدث الجانح الذي قد ينشر هذا السلوك بين اقرانه ويجب ان يتم التقييد بتطبيق هذه العقوبات وعدم السماح بالتجاوزات المبنية على الحفاظ على مستقبل الطالب.
كما يتطلب الامر دراسة سلوك الشباب واساليب تنشئتهم في المنزل والمدرسة والسيطرة على سلوكهم وكيفية التعامل مع الجنوح الذي يتسم بالخطورة مثل الاعتداء بالآلات الحادة على الاساتذة او الاعتداء على ممتلكاتهم وسياراتهم.
ان العلاقة بين الطالب والاستاذ هي في الاصل علاقة حميمة تتسم بالكرم من جانب الاستاذ والتكريم من جانب الطالب فالاول يعطي بلا حدود من علمه والآخر يتلقى العلم وينبغي ان يظهر العرفان بالجميل وليس العكس.ولما كان معظم النار من مستصغر الشرر فيجب محاصرة هذا السلوك في مهده والضرب بقوة على ايدي من يقوم بمثل هذا السلوك الجانح والتأكيد على مديري المدارس بعدم مسامحة من يقومون بمثل هذا السلوك ورفع الامر لمقام الوزارة للبت فيه.
وفي الغالب الاعم نجد معظم من وصلوا الى مرحلة الاجرام قد بدؤوا سلوكهم الاجرامي في المدرسة الاعدادية او الثانوية ونما فيهم السلوك الاجرامي وتطورات افعالهم من افعال قد توصف بأنها غير متعمدة الى اعمال اجرامية متعمدة تتسم بالاجرام.
وانني ارفع هذه الصرخة الخافتة او الهمسة المرتفعة الى السادة اعضاء مجلس الشورى الموقر لدراستها والبت فيها بما يعود على مجتمعنا بالخير فأحياناً يكون الابعاد والبتر ضرورياً للعضو الفاسد والله من وراء القصد.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved