عجبت لرجل يكثر الكلام والثرثرة فيما لا ينفعه في دينه ولا في دنياه وهو يعلم أنه مسؤول عن كلامه الذي يتلفظ به.
{مّا يّلًفٌظٍ مٌن قّوًلُ إلاَّ لّدّيًهٌ رّقٌيبِ عّتٌيدِ} وفي المقابل يعلم أن أفضل ما يتخلق به الإنسان وينطق به اللسان الاكثار من ذكر الله عز وجل وتسبيحه وتحميده وتلاوة كتابه العظيم، والصلاة والسلام على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم مع الاكثار من دعائه لله سبحانه وسؤاله جميع الحاجات الدينية والدنيوية، والاستعانة به والالتجاء إليه بإيمان صادق واخلاص وخضوع، وحضور قلب يستحضر به الذاكر والداعي عظمة الله وقدرته على كل شيء وعلمه بكل شيء واستحقاقه للعبادة، رجل يعلم هذا كله ثم هو لا يحرص على الاكثار من ذكر الله عز وجل.
عجبي لمن يؤدي الصلاة المفروضة ثم يخرج من المسجد بسرعة عظيمة لم يذكر من أذكار أدبار الصلوات شيئا مع ذلك الفضل العظيم الذي رتب عليها، فضلا عن أذكار الصباح والمساء التي هي حصن حصين وحرز متين من شياطين الانس والجن فعن عبدالله بن حبيب رضي الله عنه قال: خرجنا في ليلة مطر وظلمة شديدة نطلب النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا فأدركناه فقال: «قل فلم أقل شيئا ثم قال: قل، فلم أقل شيئا ثم قال: قل، فقلت يا رسول الله ما أقول؟ قال: قال هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء».
أما سيد الاستغفار الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكره ثم قال: من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة» فهذا الدعاء قليل من الناس من يردده طالبا ثواب الله خائفا من عقابه، لكن هذا من أعظم الحرمان، نسأل الله عز وجل أن لا يجعلنا من المحرومين.
( * ) عضو الدعوة والإرشاد بالرياض.
|