Friday 12th december,2003 11397العدد الجمعة 18 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نقاط فوق الحروف نقاط فوق الحروف
مخافة الريبة
محمد بن سليم اللحام (*)

تحظى الشريعة الإسلامية بالوضوح والنصوع وهو ذلك البيان الذي لم يترك لأحد الحديث من بعده فها هي تأمرنا بأن نقوم بمهمة الفلاح بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى: {ولًتّكٍن مٌَنكٍمً أٍمَّةِ يّدًعٍونّ إلّى الخّيًرٌ ويّأًمٍرٍونّ بٌالمّعًرٍوفٌ ويّنًهّوًنّ عّنٌ المٍنكّرٌ وأٍوًلّئٌكّ هٍمٍ المٍفًلٌحٍونّ><104>} [آل عمران: 104] كما قال تعالى: {كٍنتٍمً خّيًرّ أٍمَّةُ أٍخًرٌجّتً لٌلنَّاسٌ تّأًمٍرٍونّ بٌالًمّعًرٍوفٌ وتّنًهّوًنّ عّنٌ المٍنكّرٌ وتٍؤًمٌنٍونّ بٌاللَّهٌ><110>} [آل عمران: 110] واعتبرت ذلك من الأركان العظام في هذا الدين. وقد دلت نصوص الكتاب والسنَّة على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكذا إجماع الأمة. وما تحدثنا بهذا المدخل المبسط والذي يستحق كتابة المجلدات فيه إلا لأمر هام جداً وهو حاجتنا ونحن نخوض في هذه الأيام في زوبعة فكرية وفتنة مدلهمة للرجوع للأصول وعرض الواقع على مصادر الكتاب والسنّة والتي توضّح مدى زيف بعض مظاهر هذه الزوبعة الفكرية وتلك الفتنة المدلهمة. إننا بحاجة للتذكير بقوله تعالى: {والًمٍؤًمٌنٍونّ والًمٍؤًمٌنّاتٍ بّعًضٍهٍمً أّوًلٌيّاءٍ بّعًضُ يّأًمٍرٍونّ بٌالًمّعًرٍوفٌ ويّنًهّوًنّ عّنٌ المٍنكّرٌ ويٍقٌيمٍونّ الصَّلاةّ><ر71ر>} [التوبة: 71] في كل مناحي الحياة فهذا الموظف عليه أن يأمر وينهى في وظيفته فيؤديها وفق ما أراد الله له ذلك فينتفي المنكر، وهذا المواطن يقوم بجهد مماثل في أسرته فينتفي المنكر فيها، وهذا المدرس بين طلاب مدرسته. وكذا كلٌّ في مجال عمله مع أهمية تواصي الجميع بذلك حتى نصل لتطبيق الشريعة والسير بالمجتمع بسفينة النجاة، في هذا البحر اللجِّي وصولاً لليابسة بسلام مع إبقاء صلات الأخوة وتوثيق عراها وأهمية عدم الالتفات لجوانب القصور لدى البعض في التنفيذ كعائق ومؤخر لمسيرة البذل في سبيل مصلحة الجميع. إن مؤدى ذلك خلوص المجتمع من جميع مناحي القصور من جانب والغلو من جانب آخر والسير في الايقونة الحياتية وفق الإطار الشرعي المتكامل الجوانب والذي يقود المجتمع للخير. إن مما علينا الحذر منه والتنبه لخطورة الانقياد وراءه مقولة البعض إن الشريعة الإسلامية تؤدي لتوليد فكر مدمر للمجتمع وهو ما يحاول البعض إلصاقه بهذه الشريعة الغراء وأحد مظاهرها ألا وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإن في الرجوع للكتاب والسنّة وتأصيل هذا الجانب خير معين على إسكات هذا المنطق ولاسيما حين نعطف قارئنا على صدر هذه المقالة. كما أنه لا ينبغي خشية الريبة أن نعطل أو نسوف في إقامة هذه الشعيرة في نصابها ووفق أطرها الشرعية وفق نظام المسؤولية الذي وضعه الإسلام ووفق توجيهات ولاة الأمر المنظمة لذلك، فكل محاسب على من ولي مع مراعاة مراتب انكار المنكر وفيمن يكون الإنكار له باليد (المحدد بمن خولهم ولي الأمر ذلك) وفيمن يكون له الإنكار باللسان وفيمن يكون الإنكار له بالنصيحة في الخفاء، وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو سعيد الخدري: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع قبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) فنلاحظ ان الرسول قد أمر للوجوب ولكنه رتب عملية التغيير وطريقتها على الاستطاعة وجعل حداً معيناً لا يجوز التنازل عنه بأي حال من الأحوال.

(*) رئيس قسم الإعلام بإدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved