ما أصعب الموت، وما أصعب الفراق، وما أصعب رؤية القبر!!
نحن وللأسف أناس لا نتذكر «الآخرة» إلا إذا شاهدنا القبور والموتى وكلنا ننسى بمجرد خروجنا من (المقابر) بل ان بعضنا ومن حبه للدنيا وتعلقه بها لا يخشى «حرمة» القبور ويثرثر عبر جواله في المقبره مع طرف آخر في صفقة تجارية أو عقارية أو الحديث عن رحلة سفر وكأنه لن يزور «المقبرة» الزيارة الأخيرة والأبدية!!
يا سادة ما لقلوبنا صماء، عمياء، جامدة ونحن لا نعلم لحظة (فراقنا) لهذه الدنيا بما رحبت؟!
«الدنيا» أو الرحلة القصيرة بلذاتها ومتعتها لن تغنينا عن (الآخرة) الملاذ والمقر الأخير لمن حسنت أعماله وطابت أفعاله في هذه الرحلة (الغريبة).
يا أحبة نحن (نغضب) ونحسد ونحقد على آخرين بل نتسبب في «قطع» رزقهم وهم مثلنا بشر ولا نكتفي بذلك بل ربما نتصارع من أجل الحياة لأتفه سبب وكأننا سنُعمر في هذه «الدنيا» البائسة ولا أقول (البائدة) فقط لأنها ستبيد ذات يوم بحكم الخالق ولكن مشكلتنا ان قلوب بعضنا مثل (الصخر) جامدة لا تتحرك ولكن متى سنشعر بذلك؟!
ان رحلتنا إلى «الآخرة» مؤكدة ولن تحتاج إلى تأشيرة أو حجز مؤكد من موظف أو حتى «انتظار» بل إننا ننتظر موعد الاقلاع في أي لحظة اليوم أو غداً أو الذي يليه!!
يا أغلى الناس أنا لست واعظاً ولامذكراً بل محب لكم ولنفسي وأقول إننا سنرحل وسنقبر كلنا وسنعيش ظلمة القبر وعذابه ولن يؤنس وحشتنا ووحدتنا إلا أعمالنا في هذه الرحلة القصيرة تجاه ربنا وتجاه من يعيشون معنا وذلك بتقديم أعمال الخير؟!
وأؤكد هنا أنه لا مناص من الموت ولا مفر منه ولكن هلاّ تنازلنا عن كل المُغريات واتجهنا بعقولنا وقلوبنا إلى ربنا وإلى إخواننا البشر برحمتهم ومساعدتهم والوقوف معهم في كل شيء!!
في الختام أقول لا وألف لا لقلوبنا المتجمدة ومرحى للعيش أحباباً لخالقنا والناس منا!.
|