لم تعد الحملة ضد الإرهاب والإرهابيين الذي يقتلون ويفجرون ويستبيحون الأنفس والدماء والممتلكات في بلادنا مهمة الأجهزة الأمنية فقط، بل إنها أصبحت، أكثر من أي وقت مضى، مهمة مجتمعية شاملة تطال المواطن والمقيم، والمثقف، والإعلامي، والواعظ الديني، جنباً إلى جنب مع الجهود الكبيرة التي تنفذها الأجهزة الأمنية بمختلف قطاعاتها، منذ أشهر عدة، لحماية المجتمع ومكتسباته من هؤلاء القتلة، هواة الموت «وأعداء الحياة».
وما الدور الذي لعبه أحد المواطنين في مساعدة رجال الأمن بالتبليغ عن أحد المطلوبين من قائمة الستة والعشرين، إبراهيم الريس، إلا مثالاً للحس الوطني العالي والوعي بخطورة مثل هؤلاء الإرهابيين الذين يعيشون بيننا ويسكنون أرضنا ويعيثون فيها فساداً.
وأرى أن الخطوة التي أقدمت عليها وزارة الداخلية مؤخراً بوضع مبالغ مالية بالملايين تصرف لمن يساعد في القبض على هؤلاء المطلوبين هي خطوة في الاتجاه الصحيح لحث الناس على عدم التردد في المشاركة في هذه الحرب التي تقودها البلاد ضد أعدائها المجرمين، خاصة أنه تصرف مكافآت مالية لمن يساعد في إحباط رشوة في جهاز حكومي قد يكون ضررها أقل كثيراً من عمل إرهابي يطيح بالنظام الاجتماعي وينشر الرعب في أوساط الناس.
وتظل الإجراءات الأمنية التي تنتشر في عرض البلاد وطولها مطلوبة وضرورية، والنجاحات والتضحيات التي يقوم بها هؤلاء الأبطال من رجال الأمن الذين يقدمون أرواحهم فداء للوطن، مُقدّرة على كافة المستويات، ودعمهم مطلوب من قبل جميع شرائح المجتمع.
ويبقى أن يستمر الإعلام في دوره الحيوي بكشف هذا الفكر الخطر الذي تغلغل في المجتمع وأفسد صورة الإسلام السمحة في الداخل والخارج بدعاوى «الجهاد» والدفاع عن «حياض الدين»، بينما، من يقومون بهذه الجرائم الإنسانية، التي طالت إخواننا السعوديين، وأشقاءنا العرب والمسلمين، وأصدقاءنا من الجنسيات الأخرى الشرقية والغربية، هم من يهدمون أسوار الإسلام ومن اختطفوه في ليل بهيم لتحقيق أهداف دنيوية سياسية بحتة بطلاء ديني شكلي يخدم أغراض أصحاب كهوف «تورا بوراً» وزمرتهم المنتشرين في الأحواش والكهوف على امتداد العالم الإسلامي.
* صحافي بصحيفة إيلاف الإلكترونية الدولية
|