مؤتمر إقليمي بشرم الشيخ لبحث وضع إستراتيجيات جديدة للموارد المائية في المنطقة العربية

* القاهرة - أ.ش.أ:
يعقد في مدينة شرم الشيخ يوم الأحدالمقبل المؤتمر الاقليمي الثاني لادارة المياه والتحكم في تلو ث المياه والذي تنظمه المكاتب الاقليمية لمنظمات الأمم المتحدة في المنطقة العربية وهي برنامج البيئة الاقليمي في المنامة ومنظمة الصحة العالمية في عمان واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا اسكوا في بيروت ومنظمة الأغذية والزراعة فاو ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة يونسكو بالقاهرة.
وصرح الدكتور محمد جميل عبد الرازق المدير الاقليمي لمنظمة اليونسكو بالقاهرة أمس الخميس بأن هذا المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام يستهدف تحقيق أقصى الاستفادة من التنسيق بين منظمات الأمم المتحدة الست في المنطقة في تناول كيفية ادارة الطلب على المياه وكيفية بناء القدرات ووضع السياسات الاستراتيجية للمياه من منطلق أن موضوع نقص المياه هو موضوع الساعة وأن هناك نقصا كبيرا في الموارد المائية في المنطقة العربية.
وأوضح عبد الرازق أن هذا المؤتمر الذي يعقد مرة كل عامين يشارك فيه عدد من وزراء الموارد المائية والري في عدد من الدول العربية فضلا عن عدد من الخبراء من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.. ومن المتوقع أن يصل عدد المشاركين فيه الى 150 مشاركا من الخبراء والمسئولين وأعضاء الجمعيات الأهلية في المنطقة العربية وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
وقال ان المؤتمر تدعمه المعونة الألمانية ومنظمة سيدارى فضلا عن منظمات للقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية ويهدف الى الاعداد لمؤتمر المكسيك الذي يعقد بعد ثلاثة سنوات لبحث مشكلة ندرة المياه وزيادة معدلات التلوث على المستوى العالمي.
وأوضح الدكتور محمد جميل عبد الرازق المدير الاقليمي لمنظمة التربية والعلوم والثقافة أن من بين الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المؤتمر موضوع توزيع المياه بين القطاعات المختلفة والأولويات الخاصة بتوزيع المياه وتحديد حصص المياه وأولوية مياه الشرب في ضوء أهداف الألفية والتي تسعى لضمان حصول 50% من سكان العالم على مياه نظيفة للشرب.
وأشار عبد الرازق الى تأثير الزيادة السكانية في المنطقة العربية بالسلب على الموارد المائية المتاحة وضرورة ترشيد المياه في قطاعات الزراعة والصناعة وغيرها من القطاعات.. موضحا أن من بين الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال مسألة الشراكة بين القطاعين الخاص والعام ومناقشة التجارب الناجحة للدول المشاركة في ترشيد استهلاك المياه وضرورة ضمان عدم تضرر ذوي الدخول المنخفضة حالة تولي القطاع الخاص مسئولية شركات توزيع المياه.
وقال ان من بين الموضوعات التي ستناقش خلال هذا المؤتمر مسألة التطبيقات الخاصة بادارة الطلب على المياه وهي المسألة التي سبق ونوقشت خلال مؤتمرات دبلن 1992 وريو وجوهانسبرج وضرورة الاستفادة من خبرات الدول وتبادل الخبرات في هذا الصدد كما سيبحث المؤتمر مشكلة زيادة استهلاك المياه في قطاع الزراعة وكيفية ترشيد استهلاكها في هذاالقطاع فضلا عن بحث كيفية بناء القدرات.
وقال المدير الاقليمي لمنظمة اليونسكو بالقاهرة ان المؤتمر يستهدف الخروج بتوصيات حول تصورات استهلاك المياه في المرحلة المقبلة بوضع برامج تطبيقية خاصة مشيرا الى ان برامج الأمم المتحدة تأخذ على عاتقها مسئولية تحفيز وتشجيع الدول المشاركة على ضرورة الاستفادة من أحدث التكنولوجيات في الحفاظ على المياه ووضع أفضل السبل لحسن استهلاك المياه سواء في الزراعة أو الصناعة أو مياه الشرب وضرورة العمل على حسن ادارة الطلب على المياه.
وأضاف عبد الرازق أن من بين التوصيات والقرارات التي يسعى هذا المؤتمر للخروج بها ترشيد استهلاك المياه من خلال نشر الوعي عبر الاعلام والتعليم وضرورة وضع استراتيجيات بعيدة المدى وتقويم البرامج الخاصة بحسن استهلاك المياه ودور الدولة والتزاماتها.
وأشار الى ندرة المياه في المنطقة العربية حيث تعد المنطقة العربية من أكثر المناطق ندرة للمياه خاصة مع الأخذ في الاعتبار تضاعف أعداد السكان فيها في الفترة ما بين 20 الى 30 عاما المقبلة مما يؤكد أهمية توعية المواطنين بضرورة استخدام أحدث أجهزة ترشيدالمياه والتي تؤدي الى تراجع استهلاك المياه في المباني الى الربع تقريبا.
كما يناقش المؤتمر مسألة الفاقد من المياه من جراء التسرب من الشبكات والذي يتراوح ما بين 20 الى 50% من كميات المياه المنتجة والصالحة للشرب وضرورة وضع الخطط والبرامج لتقليل نسب الفاقد والمتسرب من هذه الشبكات فضلا عن بحث سبل ضغط تكلفة تحلية المياه خاصة في الدول العربية الصحراوية بالأضافة الى بحث كيفية تجنب تأثير الفاقد من المياه على البنى الأساسية.
ومن بين الموضوعات التي ستطرح للبحث سبل تحقيق أقصى استفادة من صيانة الشبكات ودور القطاعين الحكومى والخاص في ذلك الصدد وسبل استرداد تكلفة المياه ومعقولية الربحية ومردود الشراكة بين القطاع العام والخاص دون التأثير على ذوي الدخول المحدودة ومناخ الاستثمار في المياه وتحسين الأداء والتشغيل والادارة.
كما يناقش المؤتمر ضرورة تعاون السياسات المائية والزراعية وأهمية دور المجتمع المدني في الحفاظ على المياه وضرورة نشر المعرفة وبحث التطورات الخاصة بالموارد المائية على المستويين الاقليمي والعالمي.
وقال الدكتور عبد الرازق إن من بين القرارات والتوصيات التي ستصدر عن المؤتمر هو التأكيد على ضرورة الاستفادة من خبرات الدول المشاركة خاصة تلك التي حققت إنجازات فيما يتعلق بالاستغلال الأمثل للمياه وزيادة انتاجها.
ويشارك في هذا المؤتمر الاقليمي الثاني لادارة المياه الدكتور محمود أبو زيد وزير الموارد المائية والري ومحافظ جنوب سيناء فيما يمثل منظمة الأغذية والزراعة مديرها الاقليمي الدكتور عبد اللطيف ثابت والدكتور محمد بازه خبير المياه بمنظمة الأغذية والزراعة وحامدبكير مسئول المياه في منظمة الصحة العالمية ومستشار المياه في عمان والدكتور حسن الخزرجي الخبير بالأسكوا والدكتور حبيب الحبر الخبير ببرنامج البيئة في البحرين.