* بروكسل برلين شذا إسلام وليون مانجاساريان د ب أ:
يعقد قادة دول الاتحاد الاوروبي الخمس عشرة اليوم الجمعة قمة يتوقع أن تشهد مواجهة حاسمة في الوقت الذي يسعى فيه التكتل جاهدا لصياغة دستور جديد قبل انضمام 0 1 دول لعضويته العام القادم.
وتنعقد قمة بروكسل عاصمة بلجيكا بعد ما يصفه الكثيرون بعام رهيب للاتحاد الاوروبي إثر الانقسامات المريرة حول الحرب في العراق والغضب الناتج عن ضرب ألمانيا وفرنسا عرض الحائط بميثاق استقرار منطقة اليورو والخلافات بشأن اقتراح تأسيس مقرعسكري للاتحاد الاوروبي.
ومن الواضح أن هناك حاجة بالفعل إلى دستور جديد للاتحادالموسع، ولكن مفاوضات الدستور أدت إلى صراع عنيف على السلطة بين الاعضاء مع سعي الدول الصغيرة إلى الحد من نفوذ جيرانهم الاكبر، ولا يمثل ظهور ألمانيا جديدة أكثر ثقة عاملا مساعدا، فمع وجود المستشار الالماني جيرهارد شرودر في مقعد القيادة تخلت برلين عن دورها القديم في الاتحاد الاوروبي كعامل تهدئة وصراف رواتب، ويقول شرودرالذي يصف سلوكه الجديد المفعم بالثقة «بالطريق الالماني» بلا مواربة إن برلين تريدمزيد من السلطات نظرا لتعداد سكانها البالغ 82 مليون نسمة ومرتبتها كثالث قوة اقتصادية في العالم بعد الولايات المتحدة واليابان، ويصر شرودر في تحالف قوي مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك على رؤيته للاتحاد الاوروبي المتضمنة في مسودة دستور ستطرحل لمناقشة النهائية خلال القمة التي تستمر يومين، إلا أن المحور الفرنسي-الالماني أزعج بعض الاعضاء الحاليين والمرشحين لعضوية الاتحاد في العام القادم.
وحذر وزيرالخارجية البولندي فلودميرز سيموسيفتش من أن النظام المقترح للتصويت سيتيح سيطرة فرنسا وألمانيا ودولة ثالثة على الاتحاد الاوروبي.وقال سيموسيفتش إن نظام «الاغلبية المزدوجة» سيسمح بتمرير القرارات التي تحصل على دعم 50 في المائة من دول أعضاء تشكل 60 في المائة من سكان الاتحاد، مما سيدعم قوة ألمانيا داخل الاتحاد بشكل كبير.
وفي إصرار على ألا تصبح في المرتبة الثانية، أكدت بولندا وأسبانيا ضرورة الابقاء على نظام التصويت الذي أقر في قمة نيس بفرنسا عام 2000 والذي أعطى كل منهما 27 صوتا داخل التكتل بالتساوي تقريبا مع ألمانيا التي حصلت على 29 صوتا فقط رغم أنها ضعفهما في الحجم.
وحذر شرودر وشيراك ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني الذي ترأس بلاده الاتحاد الاوروبي حاليا من أنهم سينسحبون من أي اتفاق في بروكسل يعتبرونه معاهدة ضعيفة.
ويتصاعد ضغط برلين وباريس حاليا على مدريد ووارسو للانضمام إلى معسكرهما، وقال شيراك في مؤتمر صحفي مع شرودر في باريس أمس الاول «لا يمكن أن تعرقل دولة أو اثنتان ما يعتبره كل الاخرين تقدما .. آمل أن تسير أسبانيا وبولندا نحونا - ولكنني لست متأكدا من أنهما ستفعلان ذلك».
وفي تصريحات للحد من التوقعات قال برلسكوني إنه لا يرى أن فرصة قمة بروكسل في التوصل إلى اتفاق لا تزيد عن 55 بالمائة، غير أن حقوق التصويت ليس هي القضية الوحيدة، فالدول الاصغرحجما في الاتحاد الاوروبي تطالب بالاحتفاظ بممثليهم في المفوضية الاوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد.
ووفقا لقوانين الاتحاد الاوروبي الحالية يمثل كل دولة صغيرة عضوا واحدا مقابل عضوين للدول الكبيرة في المفوضية، إلا أن مسودة الدستور تنص على تقليص عدد أعضاء المفوضية إلى 15 بالاضافة إلى 10 أعضاء مراقبين لا يحق لهم التصويت.
وأكد شرودر وشيراك وبرلسكوني الحاجة إلى مفوضية مبسطة لتسريع عملية اتخاذ القرار، إلا أن الدول الصغيرة ترفض ذلك بقوة ويبدو أنها ستصر على تلبية مطالبها، ومن القضايا الساخنة الاخرى التي ستطرح خلال القمة خطط الاتحاد الاوروبي الدفاعية المستقلة، فالدول غير الاعضاء في حلف شمال الاطلسي (الناتو) مثل النمسا وفنلندا وأيرلندا والسويد يعارضون دعوات إدراج بند عن الدفاع المشترك في المعاهدة التي يخشون أن تضعف وضعهم الحيادي..وستتضمن مناقشات القمة موضوع إنشاء مقر مستقل للتخطيط الاستراتيجي الاوروبي كما دعت إلى ذلك فرنسا وألمانيا رغم أنه غيرمدرج على الدستور الجديد.
|