Friday 12th december,2003 11397العدد الجمعة 18 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

نافياً أن تكون نتاجاً لضغوط أمريكية الأمير تركي الفيصل في ندوة التهديدات العالمية: نافياً أن تكون نتاجاً لضغوط أمريكية الأمير تركي الفيصل في ندوة التهديدات العالمية:
عملية الإصلاح بالمملكة بدأت قبل أحداث 11 سبتمبر
لا بد من ترك الشعب العراقي يحدد نظامه بنفسه وبأسلوب يناسبه

* لندن - واس:
أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بريطانيا صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل ان عملية الاصلاح في المملكة بدأت قبل هجمات 11 سبتمبر2001 م وانها ليست نتيجة لضغوط من الولايات المتحدة او بريطانيا او روسيا او أي بلد آخر.. بالرغم من ان المملكة تسمع الى أي نصح من الاصدقاء. واوضح سموه خلال كلمة له أمس في «ندوة التهديدات العالمية والتعامل معها» التي نظمها المعهد الملكي البريطاني للخدمات المشتركة في لندن ان المملكة وقبل 80 عاما كانت مجموعات متفرقة من قبائل متنافرة تخيم على علاقاتها الحروب والنهب وان توحيد هذه القبائل في دولة تحت حكومة مركزية ودستورية كانت بداية هذه الاصلاحات التي استمرت طيلة تاريخ المملكة كما ان العشر سنوات الماضية شهدت اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية عديدة بينها وضع الانظمة الاساسية بصورة مكتوبة وايضا اعادة تأسيس مجلس الشورى وتعريف حقوق المواطن والمواطنة وتبنت المملكة نظام المحاكم العلنية وكذلك في حق المتهم ان يكون له محام قانوني لمساعدته قبل خمس سنوات. وبين ان حكومة المملكة في حربها ضد الارهاب تعمل على تجريده من استغلال الاسلام وذلك من خلال بث الوعي وسط الشباب والتأكيد على ان المسلمين امة وسطا ترفض التطرف واساليب العنف وايضا من خلال تقديم الوظائف ومعالجة الصعوبات الاقتصادية للمواطنين حتى تجرد الارهاب من كل ادواته واساليب جذبه للمواطنين.
واكد سموه انه لا تناقض بين الديمقراطية والاسلام وان حكم الشورى واختيار الشعب لقائد وايضا البيعة اساس في الاسلام وعدد بعض صعوبات الديمقراطية حتى في بريطانيا التي مارستها خلال قرون من الزمن وكذلك في الولايات المتحدة.
مشيرا الى ان الديمقراطيةحتى الآن هي الاسلوب الافضل لاختيار الناس لحكومتهم في العديد من بلدان العالم الا ان الديمقراطية هي اسلوب لاختيار الحكومة وليست غاية نهائية. وقال سمو الأمير تركي: ان من الصعوبة التحدث عن السلام والامن العالميين دون التطرق للنزاع في الشرق الاوسط.
وقال سمو الأمير تركي: ليس من المهم الآن تحديد من هو المخطئ ومن هو المصيب ومن هو المعتدي ومن هو الضحية في هذا النزاع المليء بالآلام والمعاناة لان لكل منا قناعاته. ولانه ليس ضروريا ان نتفق في كل التفاصيل.. ولكن المهم ان تكون لنا رؤية مشتركة عرب ومسلمون وامريكيون واسرائيلون والمجتمع الدولي وان نصل الى فهم مشترك لمعالجة هذا النزاع .
وشدد سموه على ان معالجة النزاع العربي/ الاسرائيلي سينزع فتيل القنبلة الزمنية التي لاتهدد فقط حياة الناس الذين يعيشون في المنطقة ولكن حياة حتى الذين يعيشون خارجها لان النزاع الفلسطيني/ الاسرائيلي يغذي الغضب والامتعاض والشعور بالاذلال عند العرب والمسلمين .
واوضح سموه ان الفلسطينيين ظلوا يعانون ويتعرضون للاذلال والاهمال وعدم العدالة وان هذه العوامل تمثل تربة خصبة لنمو وانتشار الارهاب وان التركيز على هذه النزاع لا يلغي اهمية قضايا اخرى نعيشها اليوم مثل قضيتي كشمير والشيشان على سبيل المثال. واضاف ان الارهاب تخطى كل هذه القضايا واصبح موضوع اليوم ولكن يجب الا ننسى ان الارهاب هو نتاج لمثل هذه العوامل التي تمثل عدم العدالة وان الارهاب ليس جسما غريبا أتى من خارج الارض التي نعيش عليها ولذا يجب علينا ان نربط بين كل هذه القضايا وان لا نتجاهل ايا منها لمصلحة اخرى وان الحكمة تتطلب ان نتعامل معها جميعا بالعناية والرؤية الثاقبة وانا على اقتناع بان الارهاب يجب هزيمته مهما كان الثمن ولكي يحدث ذلك يجب النظر اليها من افق واسع لان هناك الذين يبشرون بالارهاب وينفذون ولكن هناك ايضا اولئك الذين يلهمون الارهاب ويجعلون له المسببات فهناك الذين يستغلون معاناة الناس للترويج للارهاب ويستعملون الدين كغطاء لاهدافهم لتسلق السلم السياسي ويجمعون باسم الدين الاموال لتحقيق طموحاتهم . واشار الى ان الازمة الفلسطينية في الماضي كانت مصدرا للتوتر والنزاع بين القوتين العظميين الاتحاد السوفيتي سابقا والولايات المتحدة داخل وخارج الامم المتحدة وان ذلك ادى الى تسابق حاد في التسلح انتهى بانعقاد مؤتمر مدريد للسلام في عام 1991م الا ان ادخال اسرائيل للاسلحة النووية في المنطقة قلل من شأن الامن والسلام في الشرق الاوسط والمنطق يتطلب انه اذا كان لاسرائيل السلاح النووي.. فلماذا لا يكون للآخرين وبالتالي اصبحت المنطقة أخطر مما كانت عليه في الماضى وان هذا التسلح لا يصعد فقط المخاوف ولكنه يقضي ايضا على الاموال التي تحتاجها بلدان المنطقة بشدة للتنمية وبناء مجتمعات حرة ومبنية على العدالة والمساواة كما تمنح بن لادن واشباهه اسباب ومسببات لنشرالارهاب والعنف.
وشدد على ان جعل الشرق الاوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل الاخرى هو ما تسعى المملكة العربية السعودية لتحقيقه وان ازمة الشرق الاوسط قضية لايمكن تجاهلها او تركها خلفنا لانها ازمة تعيش معنا وتعقد حياتنا وقد تقوده الى الحروب كمافعلت في الماضي. وقال سمو الأمير تركي الفيصل يجب ايضا ان نضيف العراق كقضية تهدد الامن والاستقرار في المنطقة لانه عندما قامت الولايات المتحدة وبريطانيا بمهاجمة العراق كان الوعد بتحقيق السلام والاستقرار فيه مهم جدا ولكن وللاسف ما زال ذلك الوعد يجب تحقيقه وان المجتمع الدولي لا يمكنه ان يرى العراق يستمر كبلد غير مستقر وغير آمن ولذا علينا ان نقوم بالعمل الصحيح وان على الشعب العراقي ان يقوم بدور اساسي في تحقيق ذلك.
واكد اهمية ان يترك للشعب العراقي تحديد نظام الحكم الذي يختاره وبالاسلوب الذي يناسبه.. مفيدا سموه ان المملكة بدأت بعد اسابيع من انتهاء الحرب في تقديم المساعدات الانسانية للعراق من مواد غذائية وادوية وخيام للسكن وغيرها كما ان المملكة التزمت في الاسبوع الماضي بتقديم بليون دولار مساهمة منها في عملية اعادة بناء العراق وانها تجري محادثات مع ادارة الرئيس بوش التي تقود التحالف في العراق حول افضل السبل لاستغلال هذه الاموال في مساعدة الشعب العراقي ورفع المعاناة عنه. وقال انه ومن اجل هزيمة الارهاب فانه لا يمكن تجاهل كل القضايا التي سبق ذكرها وذلك لان الارهاب وكلما فشلنا في هذه المهمة يجد الفرصة لتجنيد عناصر جديدة وان المملكة العربية السعودية تقف دوما الى جانب الحلول العادلة والمنصفة ويمكن ان تقدم كل مايتطلبه الوضع من خلال وضعها المميز في العالمين العربي والاسلامي او ما يمكن ان توفره مصادرها لتهدئة الاوضاع في هذه البؤر الساخنة وان المملكة تعي جيدا ان الارهاب هو تهديد يجب مواجهته مهما كان الثمن وان المجتمع الدولي من الجانب الآخر يجب ان يعي ان الارهاب يختطف الاسباب ويمتطي صهوة عدم العدالة وبمعالجة هذه القضايا وازالة عدم العدالة في التعامل فانه يمكن ان نحقق السلام والامن وان نستعيد انسانيتنا. واضاف ان ذلك يقودنا الى سؤال مهم وهو لماذا فشل المجتمع الدولي في معالجة مثل القضية الفلسطينية وقضية كشمير بالرغم من العديد من القرارات التي اتخذتها الامم المتحدة ولماذا عالج المجتمع الدولي بنجاح قضايا مماثلة مثل قضيتي تيمور الشرقية والبوسنة وفشل في القيام بذلك في مناطق مختلفة في العالم ولماذا تم استعمال القوة في معالجة ازمات في مناطق معينة ولم يتم استعمالها في مناطق اخرى وكل هذه الاسئلة تحتاج الى اجابات امينة ومخلصة من اجل المجتمع الدولي بصورة عامة.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved