منذ مدة طويلة ولي رغبة ملحة في الكتابة عن هذه الشخصية التي تأثرت بها تأثراً كبيراً وأعجبت بها أيما إعجاب.
إنها شخصية فذة لرجل كان قوياً في جاهليته وأقوى في اسلامه، لعلكم تتساءلون عمن تكون هذه الشخصية..؟ انها شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
كان عمر في جاهليته يرعى الإبل والأغنام، وكان معروفا بين رجال البلدة بقوته وشخصيته فيحسبون له ألف حساب، وبعدها أسلم، فرح النبي «صلى الله عليه وسلم» باسلامه وقال: «الحمد لله الذي أعز الاسلام بعمر، وكان عمر أول من جهر بالدعوة، لأن المسلمين كانوا يهاجرون من مكة الى المدينة سراً، ولكن عمر أبى ذلك فوقف يخاطب الناس قائلاً:«أيها الناس من أراد منكم أن تثكله أمه فليتبعني وراء هذا الوادي». فلم يجرؤ أحد على اللحاق به.هذا هو عمر في قوته وعنفوانه وهاكم عمر في عدله وانصافه: كان عمر يتفقد رعيته دائما وكثيراً ما كان يخرج متنكرا في الظلام ليعرف حقيقة حالهم فيساعد ذوي الحاجة، وينصف المظلوم.ولن ننسى يوم أن وقف يخاطب الناس قائلاً:«أيها الناس من رأى منكم فيَّ اعوجاجا فليقومه». فأجابه أحدهم:«والله لو عملنا فيك أعوجاجا لقومناه بسيوفنا»، فحمد الله قائلا:«الحمد لله الذي جعل في أمة محمد من يقوِّم اعوجاج عمر بسيفه». ومن الروايات المشهورة أيضا يوم جاء رسول من قيصر الروم يسأل عن عمر وجده نائما في العراء وحده فسأله: ألا تخاف النوم وحدك هكذا.. فأجابه عمر: ولماذا أخاف؟ «عدلت فأمنت فنمت».
|