Thursday 11th december,2003 11396العدد الخميس 17 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

10-2-1391هـ الموافق 6-4-1971م العدد 337 10-2-1391هـ الموافق 6-4-1971م العدد 337
موضوع الصفحة

لا أعني بالرشاقة الرشاقة البدنية، ولكن ما أصبو اليه هو الرشاقة التي أصبحت من سمات شبابنا الذين أناطوا بها أقلامهم وجعلوها سواراً تتحلى به الأيدي، فحينما نقرأ المقالات في أي موضوع كانت نجدها حملت مالا تطيق وأرغمت على ما هو خارج عن نطاق قدرتها من تصنع وتكلف. نرى شبابنا عندما يكتبون كأنهم يعرضون كلماتهم أزياء للبيع ويجعلونها بمثابة السلع التي تحلى وتجهز لكي تلفت الأنظار وتدر الربح الوفير.
نراهم يفتنون بالمظاهر والظواهر مهما كلفهم الثمن من إسفاف وبلبلة وثرثرة الى ما هنالك.. نرى الفرد منهم يكتب من أجل الكلمة لا من أجل معناها متجاهلا كل ما يترتب على ذلك من عدم الدقة والتركيز، وليس هذا غريباً إذا كان المرء يبحث عن الكلمات قبل المواضيع والمعاني ومما يحز في النفس ان معظم هؤلاء يحتلون أماكن الصدارة في الصحافة ويعتبرون في القمة ويقلدهم الكثير من الناشئة متبعين خطاهم ومقتفين آثارهم بشغف واحترام. اخواني الشباب ليست الصحافة ساحة بيع وشراء وليست ميدانا تستعرض فيه القدرات اللغوية والكلمات الوضاءة والحروف البراقة وما من شك ان آفة الكتابة الافتعال والتصنع ولا يسمى الكاتب كاتبا إلا إذا فرضت الكلمة نفسها عليه لا أن يفرض نفسه عليها والموضوع هو الذي يختار الكلمات لا الكاتب لأن معاني الكلمات وانطباقها ومناسبتها للمقام لا يتأتى إلا بالاتحاد والتناسق التام بين الكلمة والمعني والموضوع، ولا نسمي الموضوع موضوعا إلا إذا كونت له قاعدة صلبة قوامها التآلف بين الكلمات والمعاني والمواضيع وكم من سطر متحد العناصر الآنفة الذكر خير من ألف سطر على النقيض من ذلك وأخيراً أقول دعونا من المظاهر فإنها لا تنفع بقدر ما تضر ولا تفي بالغرض المطلوب منها بقدر ما تقلل من شأنه فكم من معنى ومعنى حبيس الكلمة ورهن القلم فأطلقوا عنان المعاني فإنها كفيلة بأن تجد لنفسها الكلمات اللائقة بها وجديرة بأن تطوق نفسها باطار من الرشاقة الحقيقية لا المفتعلة والمستوردة.

علي السليمان الحجي / كلية اللغة العربية - الرياض

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved