Thursday 11th december,2003 11396العدد الخميس 17 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رؤية.. البطالة وسوق العمل رؤية.. البطالة وسوق العمل
د. زيد بن محمد الرماني/ عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

لا شك أن من أبرز المشاكل التي تواجهها المجتمعات المعاصرة وأخطرها أثراً على الكيان الاجتماعي والاقتصادي، ظاهرة البطالة التي يعاني منها العالم الشر الكثير. ولهذا، كان لابد أن تستحوذ هذه الظاهرة على قدر كبير من اهتمام وتفكير علماء الاقتصاد، ليكشفوا عن أسبابها ودوافعها توخياً لايجاد سبل العلاج الناجع لها، حتى يبرأ المجتمع من أخطر أمراضه.
فلقد حظيت ظاهرة البطالة باهتمام على الصعيدين النظري الوصفي، والواقعي التطبيقي. فتعددت المذاهب والنظريات تجاهها وتنوعت أشكالها وصورها، واختلفت أسبابها ومبرراتها وعمت آثارها الفرد والمجتمع والدولة.
وقبل ذلك فقد نادى الإسلام بالعمل وحث عليه، كما نهى عن البطالة في الوقت نفسه، بحيث لا يقعد المرء فارغاً عن العمل، لأن البطالة تؤدي إلى فساد المجتمع واضطرابه. فعندما تعطل عدد كبير عن العمل سواء أكانوا مكرهين على ذلك أو كسلاً منهم، فقد ضاعت - في المقابل - جهود كبيرة على الأمة، كان يمكن أن تنتج وتؤدي دورها في تقدم الانتاج. فالبطالة مشكلة اقتصادية واجتماعية وإنسانية ذات خطر، فإذا لم تجد العلاج الناجع فإن خطرها - للأسف يتفاقم على الفرد والأسرة والمجتمع.
جاء في كتب التاريخ أن أحد الخلفاء أوقف أحد نوابه على بعض أقاليم الدولة الإسلامية، وسأله: ماذا تفعل إذا جاءكم سارق؟ قال: أقطع يده. فقال له الخليفة: وإذن فإن جاءني منهم جائع أو عاطل فسوف أقطع يدك. إن الله استخلفنا على عباده لنسد جوعتهم ونستر عورتهم ونوفر لهم حرفتهم. فإذا أعطيناهم هذه النعم تقاضيناهم شكرها. يا هذا إن الله خلق الأيدي لتعمل، فإذا لم تجد في الطاعة أعمالاً، التمست في المعصية أعمالاً، فأشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية. وهكذا لا نستطيع أن نرى دولة من دول العالم قديماً أو حديثاً اتخدت في معالجة البطالة أسلوباً حكيماً، كما اتخذه الإسلام، ولا نجد نصوصاً في قوانينها، كما نجد ذلك في شريعة الإسلام. ويبقى التساؤل الأبرز: كيف يتعامل سوق العمل مع البطالة المتفشية؟؟ ذلك لأنه كما يقول الراغب الأصفهاني: من تعطل وتبطل انسلخ من الإنسانية، وصار من جنس الموتى..
والله من وراء القصد..

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved