* نجران - صالح آل ذيبة:
بمساع حميدة وجهود خيرة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود المستشار في ديوان سمو ولي العهد انتهت معاناة أسرة آل سارحة بنجران وتم بإذن الله عتق رقبة ابنهم من حد السيف وقد بدأت القصة منذ أكثر من سنتين ونصف عندما وقعت مشادة كلامية بين القاتل علي بن صالح آل سارحة سعودي الجنسية والمقتول ممتاز حسن محمد غنيم مهندس مصري داخل أحد المزارع بمنطقة نجران على إثر دخول الجاني لهذه المزرعة عن طريق الخطأ نتج عن هذه المشادة أن أطلق على يد سارحه رصاصة من مسدسه أصابت المهندس ممتاز وأودت بحياته وعلى اثرها أودع القاتل السجن وحكم عليه بالقصاص شرعاً.
عقبها بدأت أسرة آل سارحة بالبحث عن ملاذ لإنقاذ رقبة ابنهم من حد السيف عقب محاولات عديد مع ذوي المتوفى اللذين أصروا على تنفيذ حكم الشرع بقاتل ابنهم وعندما ضاقت بهم السبل توجهوا إلى الله تعالى ثم إلى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود المستشار في ديوان سمو ولي العهد وعندما قابلوا سموه وبدأوا في سرد معاناتهم له قاطعهم قائلاً: أبشروا بإذن الله وإن شاء الله سوف تنتهي معاناتكم وقام سموه الكريم بإرسال موفودين من قبله للتوجه لجمهورية مصر العربية والالتقاء بذوي المتوفى وأسرته والبحث عن أي سبيل لعتق رقبة القاتل وكانت أسرة المقتول قد طالبت بمبلغ قدره «5» ملايين ريال كدية لابنهم المقتول وما أن علموا بأن الوفد قادم من طرف سموه حتى قاموا بالترحيب بتوسط سموه مقدرين هذه البادرة الخيرة من سموه الكريم وقاموا بانقاص المبلغ المطلوب إلى مليون ريال فقط وعندها أعلن سمو الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز بأن هذا المبلغ سوف يسدد لهم من حسابه الخاص مساهمة لرعاية أسرة الفقيد وأبنائه ومساعدة منه لأسرة آل سارحة، ثم قام سموه بإحضار شقيق المقتول الأصغر أيمن حسن محمد غنيم وابن عم زوجة المقتول محمد عبدالقادر محمد لاشين للمملكة وأكرمهم وأحسن ضيافتهم في منطقة الرياض ثم توجها إلى منطقة نجران وكان يوم الأربعاء 16/10 يوم فرح وسعد عندما تم التنازل شرعاً في رئاسة محاكم منطقة نجران عن القاتل من قبل الوكلاء الشرعيين لذوي أسرة الفقيد اللذين حضرا من جمهورية مصر العربية إلى منطقة نجران بالمملكة العربية السعودية: «الجزيرة» حضرت التنازل داخل محكمة نجران وتم استضافة والد القتيل واخوانه وشقيق المتوفى وابن عم زوجة المتوفى في مكتبها بمنطقة نجران وقدمت لآل سارحة التهاني بعتق رقبة ابنهم وقدمت التعازي والشكر لذوي المتوفى على هذا العمل الخير.والد المعفو عنه الشيخ صالح آل سارحة قال في حديثه ل«الجزيرة» إننا ندين لله سبحانه وتعالى ثم لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز بهذا الفضل الكبير وإعتاق رقبة ابننا من حد السيف وهذا ليس بمستغرب على سموه الكريم لأن سموه من سلالة المغفور له الملك عبدالعزيز رحمه الله موحد هذه البلاد الغالية وجامعها تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله والذي كانت له اليد الطولى في جمع شتات القبائل وتوحيد صفوف المسلمين وجعل الحكم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وجعل أبناء هذا الوطن أسرة واحدة وسموه ابن ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الابن الغالي البار لوطنه وأبناء وطنه وسباق للخير دائما إننا ندين لسموه بحياة ابننا وهذا الدين سيبقى في رقابنا ما حيينا فالشكر والتقدير والثناء لسموه الكريم وندعو الله تعالى أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناته وأن يبقيه ذخراً لأبناء وطنه وكل محتاج.
كما أود أن أتقدم بالشكر والتقدير وجزيل الدعاء لأسرة المتوفى على هذه البادرة الخيرة سائلاً المولي أن يرحم المتوفى ويعوض أهله خيراً.
وتحدث للجزيرة شقيق المتوفى الأستاذ أيمن حسن محمد غنيم فقال لقد حضرت إلى المملكة منذ حوالي «4» أيام بدعوة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز المستشار في ديوان سمو ولي العهد عقب أن أوفد مندوبه إلى جمهورية مصر العربية للتدخل بالصلح والتنازل في قضية مقتل شقيقي المرحوم ممتاز وقد رحبنا بمندوب سموه وقدرنا هذه المجهودات لسمو الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بأن صفحنا وسامحنا وأعتقنا رقبة قاتل اخينا لوجه الله سبحانه ثم لوجه سموه الكريم وبناء على طلب سموه حضرنا إلى السعودية «الرياض» والتقينا سموه الكريم الذي رحب بنا واستضافنا خير ضيافة واحتفى بنا مما جعلنا نعيش حالة خجل من حسن ضيافته وهذا ليس بغريب على أبناء السعودية الأشقاء وقد قال لنا سموه الكريم إن كنتم قد فقدتم أخاكم فأنا أخ لكم والوالد حسن محمد غنيم من الآن أصبح والدي فشكرنا لسموه هذا الكلام الطيب ونسأل الله أن يبارك في سموه وفي هذا الأداء الخير وأن يجمعنا دائماً على الخير.
وتحدث ل«الجزيرة» أيضاً محمد عبدالقادر محمد ابن عم زوجة المرحوم المهندس ممتاز والوكيل الشرعي لها فقال إنه بمجرد مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز للتدخل في الصلح وإرسال مندوب عن سموه لجمهورية مصر العربية للتفاوض حول عملية العفو عن قاتل زوج ابنة عمي بدأت الأمور تتسهل وقدرنا لسموه الكريم هذا التدخل وسعدنا بتدخل سمو الأمير في هذا الموضوع فجزاه الله عن الجميع خيراً وجعل هذا العمل في ميزان حسناته.
| 
