Thursday 11th december,2003 11396العدد الخميس 17 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأمير تركي بن محمد بن سعود لـ « الجزيرة »: الأمير تركي بن محمد بن سعود لـ « الجزيرة »:
من حقنا أن نطور أسلحتنا التقليدية ومنشآتنا العسكرية بما يضمن أمننا الوطني
العمل الخيري في المملكة باق.. ولا نسمح للمخربين المساس بأعمالنا الإنسانية
إسرائيل ترفض المعاهدات الدولية بشأن أسلحة الدمار الشامل وتتهم غيرها بذلك

  * الرياض - عوض مانع القحطاني:
أوضح صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية المساعد للشؤون السياسية ورئيس الإدارة العامة للمنظمات الدولية ورئيس مجلس الهيئة الوطنية السعودية التنفيذية اتفاقية حظر الاسلحة الكيماوية بأن ما تدعيه الدوائر في اللوبي الصهيوني والحملات المغرضة ضد المملكة التي تروج لها إسرائيل من أن المملكة تطور منشآتها العسكرية وأسلحتها وان ذلك خطر على إسرائيل أوضح سموه بأن ذلك ادعاءات وافتراءات كاذبة وباطلة.
أولا إن المملكة العربية السعودية قد انضمت إلى المعاهد الدولية سواء عدم انتشار الاسلحة النووية أو الكيمائية وهي من الدول التي صادقت ووقعت على هذه الاتفاقيات وشاركت بفاعلية في كل المؤتمرات.. كما أن لدى المملكة مندوبا قائما في فيينا يتعامل مع هذه المنظمات وخصوصا الاسلحة الكيماوية.
وبالنسبة للمملكة العربية السعودية فهي بحق قد أوضحت في أكثر من مناسبة انها لا تملك أسلحة نووية ولا تدعو إلى امتلاك الاسلحة النووية بل العكس تدعو الى جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وشاركت بفاعلية في اللجنة الفنية التي أنشئت وفق قرار وزراء الخارجية العرب، وقد قامت هذه اللجنة بخطوات كبيرة جدا في سبيل انشاء مشروع معاهدة اقليمية تحرم امتلاك أسلحة الدمار الشامل، وتجعل من هذه المنطقة منطقة خالية من أسلحة الدمار، وهذا ينفي ما تروج له اسرائيل ووسائل اللوبي الصهيوني والاوساط الصهيونية ولكن في المقابل يمكن النظر فيما سبق ان ما نشرته وسائل الاعلام ان اسرائيل تملك من الأسلحة الذرية والجرثومية والكيميائية أكثر من أي دولة أخرى وان كثيرا من هذه الاسلحة التي طورتها إسرائيل تصل الى مائة أو 200 أو 300 رأس نووي ولهذا هي الخطر الحقيقي وهي التي لم تنضم الى المعاهدات الدولية للحد من أسلحة الدمار الشامل وبالتالي فإن المجتمع الدولي مطالب بإجبار اسرائيل على أن تنضم الى المعاهدات الدولية والمصادقة على الاتفاقيات والسماح بالتفتيش على ما لديها من هذه الاسلحة والكشف على مصانعها وقدراتها النووية.
وقال سموه: إنه يجب التفرقة بين الاسلحة ذات الدمار الشامل وبين الاسلحة التقليدية نحن من حقنا تطوير الاسلحة التقليدية ومن حق المملكة تطوير منشآتها العسكرية والحصول على المعدات العسكرية التي تؤهل هذه البلاد لحماية مكتسباتها وحدودها بما يضمن سلامتنا وأمننا الوطني، وهذا حق مشروع لجميع الدول وما يدخل في نطاق أسلحة الدمار الشامل، فالمملكة من الدول الداعية الى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الاسلحة الكيميائية ولكننا ايضا نعرف مقاصدهم ونعرف ما هو الغرض من هذه الشوشرة ضد المملكة.. المملكة بلد يحترم المواثيق الدولية ويحترم المعاهدات وتحترم حقوق الانسان ولا تعتدي على أحد ولا تسلب الاراضي وتصادرها وترعب أهلها.. هنا المفارقات.
وأبان سموه بأن إسرائيل هي من الدول التي لا تلتزم بالمواثيق الدولية وتعتدي على الغير وهي من الدول التي تمتلك الاسلحة النووية وبالتالي من باب أولى التركيز على القدرات النووية الصهيونية التي تعتبر تهديداً للامن وسلامة المنطقة وهي التي تخلق مشاكل وقال سموه: إن أمن المنطقة مرهون بعدم السماح لانتشار مثل هذه الاسلحة... ونحن من جانبنا نرفض انتشارها.
وحول سؤال آخر هل تستطيع ان تقول: ان دول الخليج العربي خالية من الاسلحة «الكيميائية» بدون شك أستطيع ان أؤكد بأن دول الخليج لا تسعى الى تطوير أسلحتها الكيميائية، وهي عضو فعال في منظمة أسلحة انتشار الأسلحة الكيميائية، وهناك مشاركات لمجلس التعاون الخليجي في المنظمات التي تعنى بهذا الجانب.. ونحن نقدر لهم هذه المشاركات.
وعن سعي دول الخليج ومنها المملكة الى جعل العراق بلداً خالياً من الاسلحة أوضح سموه قائلا نحن نسعى الى جعل المنطقة شاملة من أي سلاح كيميائي أو نووي وقد قمنا بجهود من خلال الجامعة العربية والعراق هو عضو فاعل في الجامعة العربية.
وحول سؤال ل«الجزيرة» عن جهود المملكة في مجال حظر الاسلحة الكيميائية أوضح سموه قائلا: جهودنا تتركز على جعل المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل سواء على المستوى الدولي أو الاقليمي ونحن في الواقع نشارك المجتمع الدولي بفعالية.
وحول سؤال ل«الجزيرة» ما هي الأهداف من عقد مثل هذه في المملكة وحضور مندوبين من دول مجلس التعاون الخليجي لهذه الندوة أوضح سموه قائلاً: إن هذه الندوة عقدت حتى نتحدث عن الاسلحة الكيميائية وعن التشريعات وكيف التعامل مع هذه التشريعات الدولية والقوانين التي تسنها هذه المنظمة، وهناك مشاركة فاعلة لدول الخليج في هذه الندوة، وقد خرجنا بأمور كثيرة حيث شارك في هذه الندوة خبراء وعلماء من المنظمة الدولية للاسلحة.
وحول سؤال عن الجهود التي تبذل لجعل إسرائيل تحد من تطوير أسلحتها أوضح سموه بطبيعة الحال هناك لجان مشكلة من قبل وزراء الخارجية عبر الجامعة العربية تصب في ذلك الموضوع، ومن خلال المنظمات الدولية لحث إسرائيل على المعاهدات الدولية والتصديق بعدم تصنيع هذه الأسلحة التي سوف تجلب المشاكل في المنطقة.. كلما كان هناك توجه لجعل المنطقة بكاملها خالية من أسلحة الدمار الشامل كان هناك استقرار وتعايش وهذا يشجع الدول الأخرى..
وقال سموه: إننا ندعو إسرائيل وغيرها إلى احترام الأنظمة والانضمام إلى الاتفاقيات الدولية والجهود يجب ان تركز على إسرائيل ومن له أي قدرات أخرى حتى يعيش العالم في سلام..
وحول سؤال عما يتعلق بملف الأسرى السعوديين في العراق وماذا تم بشأنه وهل تم معرفة أسماء جديدة..
ما يتعلق بالأسرى والمفقودين السعوديين في العراق هناك اجتماع سوق يقام بعد يومين في جنيف للنظر في موضوع الأسرى والمفقودين السعوديين في العراق وخصوصا بعد تغير النظام العراقي.. والنظام العراقي السابق لم يتجاوب بشكل نظامي وملموس لحل هذه القضية الإنسانية الآن الوضع قد تغير ونحن نأمل من المسؤولين في العراق والجهات المسؤولة ان تتعاون بأكثر شفافية وجدية لحل هذه المشكلة بطرق سلمية وجذرية.
وقال سموه: إننا تعرفنا على جثث شخصين أو ثلاثة ولكن مازال البحث جارياً عن المفقودين السعوديين ولكن يجب علينا صبر لأن الأوضاع غير مستقرة في العراق للتعامل مع هذا الموضوع خصوصا بأن هناك وعوداً قوية من قبل الجانب العراقي لحل هذه المشكلة نهائيا..
وحول السعوديين التابعين لجمعية الهلال الأحمر السعودي في العراق ووجودهم في سجن أبي غريب من قِبل القوات الأمريكية أوضح سموه بأن هناك اتصالات جارية مع الجهات المعنية في العراق والقضية في مراحلها الأخيرة للحل.
وحول سؤال ل«الجزيرة» عن تسليم مختطفي الطائرة السعودية، وما هو مصيرهم أجاب سموه ان هناك إجراءات اتخذت في حينها ويجب الأخذ بعين الاعتبار ان هؤلاء شكلوا خطورة وخيانة لبلدهم، ومن باب أولى النظر في موضوعهم بما يخدم مصلحة الوطن ونحن سائرون في هذا الأمر..
وحول سؤال ل«الجزيرة» عن تقليص دور الجمعيات الخيرية في المملكة أشار سموه بان عمل هذه المنظمات، وهذه الجمعيات هو عمل إنساني، ويجب ان نفرق بين الذين يحاولون استغلال العمل الإنساني لأغراض خبيثة ومن يعملون من أجل الإنسانية واننا نقدر لهذه الجمعيات وللأشخاص الذين يساهمون في العمل الخيري ولكن الذين اساءوا لهذه الأعمال قد اتخذت الإجراءات اللازمة بحقهم وقد أنشئت هيئة للإشراف على هذه الأعمال بما يضمن وصولها إلى مستحقيها وعدم الوصول بها إلى أيد مخربة أو ارهابية.. هذا ما نقصده.. وأريد ان أؤكد بأن العمل الخيري في المملكة باق..
وحول سؤال بشأن حقوق الإنسان الأهلية والحكومية أجاب سموه نحن في مراحله الأخيرة وسوف ترون ما يسر الخاطر في هذا المجال.
** ما صحة ما نشرته صحيفة أمريكية من أن المملكة تمتلك أسلحة نووية؟؟
قال سموه: لقد نفينا ذلك اطلاقا وهذا ليس صحيحاً وإنما الأهداف معروفة وغايته خبيثة واريد ان أؤكد ان المملكة خالية من مثل هذه الأسلحة بجميع أنواعها..
** جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده سموه عقب رعايته حفل اختتام فعاليات ورشة العمل الاقليمية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي نظمتها وزارة الخارجية من خلال خبراء من المنظمة الدولية للاسلحة في نادي ضباط القوات المسلحة.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved