Thursday 11th december,2003 11396العدد الخميس 17 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أوبك تسعى لإحكام قبضتها على سوق النفط العالمية أوبك تسعى لإحكام قبضتها على سوق النفط العالمية

* القاهرة - أ ش أ:
تسعى منظمة الاقطار المصدرة للنفط «أوبك» لتعزيز مكانتها في سوق النفط العالمية من خلال انتهاج استراتيجية جديدة تستهدف تحقيق الاستقرار والتوازن في الاسواق ومواجهة التحديات الحالية المتمثلة في المنافسة الشرسة من جانب العديد من الدول غير الاعضاء بالمنظمة كروسيا وتراجع قيمة الدولار.
ويرى محللون اقتصاديون ان استراتيجية أوبك تتضمن التأكيد على دور أوبك كلاعب أساسي في سوق النفط العالمية من خلال التحكم في المعروض النقدي واتباع سياسات مرنة للتعامل مع التحديات الراهنة.
وقال محلل شؤون النفط جوناثان ليف ان موافقة أوبك على ابقاء معدلات الانتاج اليومي عند حدود 5 ،24 مليون برميل يستهدف الحد من الآثار السلبية لتراجع الدولار وتأكيد التزامها بتوفير احتياجات الاسواق العالمية من النفط ولا سيما الولايات المتحدة وأوروبا خلال فصل الشتاء.
وأضاف ان أوبك تركت الباب مفتوحا أمام احتمالات خفض الانتاج بعد فصل الشتاء حيث قررت عقد عدة اجتماعات في الجزائر في 10 فبراير المقبل وفيينا في 31 مارس القادم وبيروت في الثالث من يونيو القادم لمواجهة التطورات على الساحة النفطية.
وشدد على أن أوبك تستهدف توجيه رسالة الى الاسواق الدولية مفادها انها مازالت تحكم قبضتها على السوق النفطية رغم المنافسة القوية من جانب العديد من الدول كروسيا وتأثر اقتصاديات الدول الاعضاء بتراجع الدولار.
وقال أويشتين برنتسون خبير النفط ان أوبك التي تمثل تجارتها النفطية حوالي 0 5 في المائة من إجمالي التعاملات النفطية العالمية تواجه مأزقا حادا نتيجة المنافسة الشرسة من جانب العديد من الدول غير الاعضاء في منظمة أوبك.
وأوضح ان غالبية الدول الاعضاء في أوبك تؤيد تخفيض معدل الانتاج بحلول فبراير المقبل للحفاظ على معدلات الاسعار والتغلب على التداعيات السلبية لتراجع الدولار الامريكي على اقتصادياتها.
وتدعم الكويت اقتراحا يتعلق بخفض معدل الانتاج النفطي اليومى لأوبك بنحو مليون برميل حوالي أربعة في المائة من إجمالي انتاج المنظمة.
وفي السياق نفسه تسعى السعودية التي تحتل المرتبة الاولى فيما يتعلق بالانتاج النفطي الى ضمان زيادة أسعار النفط لتعويض التراجع في قيمة الدولار الامريكي.
وأوضح أويشتين برنستون الخبير النفطي ان السعودية تخشى من تراجع إيراداتها النفطية حال تراجع أسعار النفط متزامنة مع استمرار الانخفاض في قيمة الدولار واتجاه أوبك الى خفض الانتاج.
وأضاف ان السعودية سوف تتحمل النصيب الاكبر في كمية النفط المستقطعة حال موافقة أوبك على خفض الانتاج باعتبار انها تحتل المرتبة الاولى في قائمة الدول المصدرة للنفط.
وتصاعدت حدة المنافسة بين السعودية وروسيا في سوق النفط العالمية مع بروز الاخيرة كلاعب أساسي في السوق وتزايد معدل إنتاجها الى مستويات قياسية باتت تهدد هيمنة أوبك على قطاع الطاقة العالمي.
وتخشى أوبك من أن يؤدياحتدام المنافسة بينها وبين روسيا الى زيادة المعروض النفطي بالسوق العالمية وانخفاض الاسعار في ضوء تزايد معدلات الاستثمارات الاجنبية في قطاع النفط الروسي.
وقال المحلل الاقتصادي ستانلي ريد ان السوق النفطية تشهد حاليا دورا متعاظما لروسيا في السوق النفطية حيث باتت منافسا قويا للسعودية.
وأضاف ان العديد من الشركات الاجنبية سعت الى زيادة معدل استثماراتها بقطاع النفط الروسي حيث يبلغ إجمالي الاستثمارات لشركة نفطية كبريتش بتروليم حوالي 1 ،8 مليارات دولار مشيرا الى ان الاحتياطي النفطي الروسي يتزايد بفضل الاكتشافات الجديدة.
وأوضح ان قطاع النفط الروسي شهد نموا متسارعا خلال الاعوام القليلة الماضية حيث زاد معدل الانتاج بنحو 9 في المائة سنويا وأنفقت مليارات الدولارات من جانب الشركات الروسية الخاصة والاجنبية لتطوير حقول النفط والغاز الروسية واستحداث التكنولوجيا الحديثة للتنقيب عن النفط.
ويقارب الانتاج النفطي الروسي المعدل السعودي حيث تشير الاحصائيات الى ان حجم الانتاج الروسي يبلغ 8 ملايين برميل يوميا مقابل 8 ،8 ملايين برميل يوميا للسعودية.
وترى دول غربية أن صعود روسيا كلاعب رئيسي في سوق النفط العالمية يعزز من استقرار أسعار النفط على المستوى العالمي ويبدد المخاوف من هيمنة دولة واحدة على السوق «في اشارة الى السعودية».
وقال المحلل الاقتصادي ستانلي ريد ان زيادة روسيا وعدد من الدول الاخرى غير الاعضاء بمنظمة أوبك لانتاجها النفطي يقلل من نفوذ منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» في سوق النفط العالمية ويجنب الاقتصاد العالمي المزيد من الهزات التي قد تحدث نتيجة التوتر في العديد من المناطق كالشرق الاوسط.
وتشير الاحصائيات الى ان روسيا تزيد انتاجها النفطي سنويا بنحو 600 ألف برميل يوميا نتيجة زيادة معدلات الاستثمارات بالسوق النفطية الروسية والاحتياج المتزايد للنفط في العالم.
ويرى ستانلي ريد ان روسيا تسعى الى استغلال حالة التوتر وعدم الاستقرار بمنطقة الشرق الاوسط لاقناع العملاء الاوروبيين والاسيويين بالاعتماد على النفط الروسي باعتبار ان امدادات النفط الروسية آمنة.
وقال ادوارد مورس كبير الاقتصاديين في مؤسسة «هيتكو» لابحاث وتسويق النفط بنيويورك ان عددا كبيرا من المستوردين الغربيين أضحوا يفضلون النفط الروسي.
وأشار الى أن روسيا تسعى الى بناء وتقوية بنيتها النفطية بهدف زيادة معدلات انتاجها النفطي وتنويع أسواقها التصديرية.
وترى مؤسسة «بي.اف.سي» لابحاث الطاقة ان روسيا ينبغى عليها ايجاد المزيد من العملاء لتفادي اغراق سوقها المحلي بالنفط في ضوء معدلات الانتاج المتزايدة متوقعة أن يتشبع السوق الروسي بكميات إضافية من النفط تبلغ حجمها مليوني برميل يوميا بحلول عام 2010 حال فشل موسكو في زيادة عدد عملائها بالسوق العالمية.
وفي السياق نفسه قال أدام لنديز خبير شئون النفط الروسي ان موسكو تسعى الى التنسيق مع منظمة الاقطار المنتجة للنفط وليس التنافس معها لحماية مصالحها في السوق العالمية.
وأشار الى ان أصواتا متزايدة داخل الولايات المتحدة باتت تطالب الادارة الامريكية بتنويع مصادر الحصول على النفط من خلال زيادة الاستثمارات النفطية بالسوق الروسية وعدم الاقتصار على أسواق الشرق الاوسط التي تتسبب في حالة التوتر وعدم الاستقرار بها في تذبذب معدلات الاسعار بالاسواق النفطية وبالتالى تأثر الاقتصاد الأمريكي سلبا بتداعياتها.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved