يقال ان الحياة لعبة علاقات، فالمرء لا يعرف ابدا من سيقابل غدا، وما هو الدور الذي سيلعبه الناس في حياته مستقبلا، وان العلاقات القوية البناءة مع الأصدقاء والزملاء تفيد كثيراً كل فرد في تنمية شبكات العلاقات منذ طفولته المبكرة ومن مقاعد الدراسة الى زمالة العمل مع الرؤساء والمرؤوسين. فهي احدى ركائز النجاح لمستقبله الوظيفي، وان كان البحث اليوم عن العلاقات الجيدة هو البحث عن المستحيل بعينه، فهناك اناس يفضلون المال ومنشغلون به بعيدون عن روح التواصل والتزاور، ويمكن لهؤلاء الناس ان يكتفوا ماديا، لكنهم لن يشعروا بالسعادة طيلة حياتهم، لأن ما يطلبونه لا يشبع ابدا. فلو ملكوا كنوز الارض فلن يكونوا سعداء. وهناك ايضا اناس يشعرون بالسعادة والكينونة عندما يعطون التقدير والاحترام من قلوبهم وبطريقة مستمرة، لأنهم جربوا العلاقة الطيبة مع الآخرين «ولو بكلمة طيبة». قد تكفيهم مثلا ثقة الناس بهم وحبهم لهم. وقد تكفيهم نظرات الاعجاب لهم.
وفي بناء العلاقات بين زملاء العمل يفترض ان يعامل كل فرد على انه مهم، وانه بالفعل كذلك، فلا يوجد انسان بلا أهمية. ولا يعرف احد منا من سنحتاج اليه غدا. وكما ان العالم صغير حقيقة لا مجازا فسوف نندهش عندما نكتشف ان كثيرين ممن كنا نعرفهم يتقلدون الآن مناصب مهمة لم نكن نتوقعها لهم من قبل. فالتعامل الجيد إنما هو طريقة متميزة لتقول كل شيء عن نفسك ولكل من حولك، وستجد ان كفة علاقة التقدير غالبا ما ترجح كفة المكاسب المادية في دور المال والأعمال، ان لم تزدها قوة في النهاية. قد يكون التقدير اسهل انواع العلاقات العملية واكثرها فاعلية، وقول «شكراً» بالإيماء او بالكلمات يوقع اثرا طيبا في قلوب الزملاء. ومن المهم ان نبحث عن السعادة في العمل قبل ان نبحث في الراتب الشهري والمكافآت الاضافية، فعمل يقدره من حوله قد يستهوي شاغله لدرجة ان يدفعه للذهاب اليه كل يوم سعيدا، ليحصل بعدها على امتع وانجح حياة، خاصة اذا دأب الفرد نفسه على عمل الاعمال التي يحب ان ينجزها وابتعد عن أو تنصل من الأعمال التي يكرهها، فالعلاقات العملية الجيدة تعد واحدة من الأدوات التي نستخدمها لإقامة حياة أفضل.
|