* رام الله- نائل نخلة:
بقي هذا المبنى حتى وقت طويل بمثابة لغز محير لكثير لأهالي شمال غرب القدس، الذين منعوا من الاقتراب منه أو النظر إليه عن بعد وكان محاطا بإجراءات أمنية مشددة، لدرجة أن كثيراً من الإشاعات ثارت حوله، فبعضهم قال انه مقر لوزارة الدفاع الإسرائيلية وآخرون رأوا أنه مجمع أنفاق لقطارات إلى أن جاء تقرير القناة العاشرة ليكشف هذا اللغز.حيث كشفت في تقرير بثته مساء الأحد، أن إسرائيل تبني في هذه الأيام أحد أكثر المشاريع سرية في جبال القدس، وهو خندق مخصص لرئيس الحكومة الإسرائيلي، تتم منه إدارة الدولة في حالات الطوارئ.
كما عرضت القناة صورا سمحت الرقابة الإسرائيلية بنشرها لأول مرة، لما أسمته مركز التحكم الإسرائيلي القومي.
وقالت القناة ان المركز سيمكن كلاً من رئيس الحكومة والمجلس الوزاري ووزراء الحكومة من إدارة الدولة في حالات الطوارئ القصوى، مثل الهزات الأرضية، والحروب التقليدية، وحتى الهجمات الكيماوية أو البيولوجية أو النووية، في حال وقوعها.
وأفاد مراسل القناة العاشرة «يِنون مَغال» الذي أعد التقرير أن العمل على هذا المشروع يجري على قدم وساق منذ نهاية العام 2000 وعلى مدار 24 ساعة يوميًا، حيث تعمل الآليات الكبيرة على إخراج التراب والصخور من الجبال.
وأضاف المراسل انه من المتوقع أن يستمر العمل على هذا المشروع سنوات عديدة. وسيتم بناء غرف، ومكاتب، وغرف جلسات، وقاعات في هذا الخندق، كما سيتم تجهيز مركز السيطرة هذا بأجهزة محوسبة تنقل صورًا ضخمة مباشرة من مكان وقوع الحدث.
وقال خبراء في حفر الخنادق إن حفر مثل هذا الخندق قد يكلف الدولة العبرية مبالغ طائلة. وقالت مصادر حكومية إسرائيلية، إن الحكومة بحاجة إلى خندق خاص بها، لأن الخندق الموجود في «الكرياه»، مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية الكائن في مدينة تل أبيب، هو خندق عسكري. وأضافت المصادر تقول: إن نظام الحكم السليم لا يدار من غرف عسكرية، مشيرة إلى أن الخندق في تل أبيب ليس كبيرًا بما فيه الكفاية.
من جانبه، قال عضو الكنيست يوسي سريد، وهو عضو في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، تعقيبًا على بناء الخندق: إن قرار بناء الخندق التحت-أرضي لرئيس الحكومة، الآن بالذات، هو قرار ينطوي على التبذير، إضافة إلى كونه قرارًا نحن في غنى عنه، في الوقت الذي يتم فيه إجراء تقليصات كبيرة في ميزانية وزارة الدفاع، المخصصة للدفاع عن كافة المواطنين.
|