* دمشق - الجزيرة - عبدالكريم العفنان:
أكد مصدر سوري مطلع أن العلاقات السورية - الأردنية جيدة وتسير بشكل طبيعي. وقال في تصريح ل«الجزيرة» إن دمشق تنظر إلى التصريحات الأردنية بضرورة ضبط الحدود السورية - العراقية ضمن حدودها كتصريحات، مبيناً حرص سورية على حسن سير العلاقات مع الأردن، على الأخص في هذه المرحلة التي تتسم بالحساسية والتعقيد.
ولم يستبعد المصدر في معرض تعليقه على تصريحات العاهل الأردني الملك عبد الله لمحطة «سي. إن. إن»، أن تثير هذه التصريحات استغراب الوسط السياسي السوري، كونها تتحدث عن مسؤولية سورية في ضبط حدود ربما لا تستطيع قوات الاحتلال الأمريكية التعامل معها، في وقت تسعى فيه دمشق لحل هذه المسألة عبر وسائل خفض التوتر المتاحة لها. لكن المصدر اعتبر أن أي حديث عن تأثير مثل هذه التصريحات على مستقبل العلاقات بين البلدين سابق لأوانه، متوقعا في نفس الوقت استمرار التشاور بين البلدين بشكل لا يسمح بأي خلاف بينهما. واعتبر المصدر أن دمشق لم تصدر أي موقف رسمي، وأن كافة التعليقات جاءت عبر الصحف السورية، ووجهت إلى صحف أردنية خاصة.
مبينا أن العاهل الأردني كان يتحدث عن الموقف الأمريكي وليس عن الموقف الأردني، ولم يعرب أثناء تعليقاته عن تبن للموقف الأمريكي. فالمسألة كانت تتعلق بحساسية الوضع على الحدود العراقية - السورية وليست عرضا لموقف أردني منها. وقال المصدر إن تعليقات الصحف السورية لا تعبر عن موقف رسمي سوري ما لم تأت هذه التعليقات من مصدر سياسي. وهذا الأمر يعتبر تقليدا في سورية ومرتبطاً أيضاً بقانون المطبوعات، لذلك فإن التعليقات جاءت على شكل مقالات وليست تصريحا لمسؤولين سوريين.
كما ركَّز المصدر على أن افتراض وجود خلاف سوري - أردني أمر مستغرب على الأخص أن الرئيس السوري والعاهل الأردني على اتصال دائم، ولم تظهر أي بوادر حول الخلافات. في وقت تبدو السياسة السورية معاكسة بشكل واضح لأي توجه يمكن ان يوتر العلاقات بين البلدين. وأوضح المصدر ان الشأن الذي فتح حساسية خاصة بعد تصريحات العاهل الأردني لمحطة ال«سي. إن. إن» هي ترافقه مع تقارير إعلامية تتحدث عن قيادة صدام للمقاومة من غرب العراق، وهو ما يجعل دمشق قلقة من هذه المسألة، ومن ربطها بما تسميه الإدارة الأمريكية «فلول النظام العراقي».
وقال إن الزمن اليوم لا يحمل تراشقا إعلاميا بين البلاد العربية، فهناك هدوء في أي تعليقات سياسية كي لا تنعكس على العلاقات العربية إجمالا، وهذا ما يفسر عدم ظهور أي رد فعل رسمي على تصريحات العاهل الأردني. موضحا أن دمشق ربما تحتاج إلى وقت كي تستوضح من الحكومة الأردنية كافة تفاصيل موقفها بهذا الشأن.
كما اعتبر المصدر أن حديث العاهل الأردني لم يكن مركزا حول هذا الموضوع وأنه جاء ردا على سؤال حول الوضع الأمني، وكان يتحدث عن الوضع العام في حدود دول الجوار الجغرافي. لذلك فمن المستبعد أن يكون هناك أي موقف جديد
|