رجل تأخر عن الحضور صباحاً إلى عمله بعد أن أخبر مرجعه هاتفياً أن المستشفى قرر هذا الصباح خروج زوجته الوالد، وأحضر الموظف مستنداً يفيد أنه راجع المستشفي لاصطحاب زوجته وطفله المولود، غير أن الجهة الرقابية على الحضور والانصراف رفضت اعتماد مستند المستشفى بحجة أن الوالدة هي زوجته وليس هو، وأن زوجته رغم ولادتها لا علاقة لها بالدوام وبالتالي قررت اعتباره غائباً ويحسم عليه مرتب يوم، وبعد شفاعات إدارته تم تحويل الأوراق لشؤون الموظفين للبحث في النظام لاعتماد هذا اليوم إجازة تحسم من رصيده..
حالة أخرى حينما طلبت إدارة مدرسة ابتدائية عبر خطاب لولي الأمر لمراجعتها بشأن ابنه، وحضر في اليوم التالي بعد أن توجه لعمله وطلب إذناً مشفوعاً بخطاب المدرسة ثم عاد للحي ووجد أن المطلوب منه أن يعلم أن ابنه تنتابه حالة من ضيق النفس وتريد المدرسة معرفة الأسباب، الأب أحالهم لملف الطالب الذي سبق أن دون فيه جميع المعلومات بما فيها أرقام هواتفه ونوع المرض وهو حساسية وشبه ربو الأطفال، والمدرسة لم تكلف الموظف الإداري فيها بمراجعة ملف الطالب واختصار الزمن والتكلفة والجهد من الجميع وربما كان لدى المدرسة حاسباً يحوي كل المعلومات عن كل الطلاب، أو أنه هكذا هو الواجب.
الأمثلة كثيرة والقصص من هذا النوع ملونة وعجيبة ولكننا لا زلنا نرى ونسمع في كل اجتماع مديراً أو مسؤولاً يتشدق بالمرونة والشفافية وأن المهم الإنتاجية، ما فائدة الملف العلاقي وما فائدة الوثائق والمستندات إذا كانت بعض العقول لا ترضى إلا بإشباع نزواتها ولا تريد للمصداقية والثقة مجالاً ولو ضيقاً في محيط الإدارة.
|